الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{وَكُلَّ إِنسَٰنٍ أَلۡزَمۡنَٰهُ طَـٰٓئِرَهُۥ فِي عُنُقِهِۦۖ وَنُخۡرِجُ لَهُۥ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ كِتَٰبٗا يَلۡقَىٰهُ مَنشُورًا} (13)

{ طائره } عمله وقد حققنا القول فيه في سورة النمل . وعن ابن عيينة : هو من قولك : طار له سهم ، إذا خرج ، يعني : ألزمناه ما طار من عمله . والمعنى أنّ عمله لازم له لزوم القلادة أو الغل لا يفك عنه ، ومنه مثل العرب : تقلدها طوق الحمامة . وقولهم : الموت في الرقاب . وهذا وبقة في رقبته . عن الحسن : يا ابن آدم بسطت لك صحيفة إذا بعثت قلدتها في عنقك . وقرىء : «في عنقه » بسكون النون . وقرىء : «نخرج » بالنون . «ويخرج » بالياء ، والضمير لله عز وجل «ويخرج » ، على البناء للمفعول . ويخرج من خرج ، والضمير للطائر . أي : يخرج الطائر كتاباً ، وانتصاب { كتابا } على الحال . وقرىء : «يلقَّاه » ، بالتشديد مبنيا للمفعول . و { يلقاه مَنْشُوراً } صفتان للكتاب . أو { يلقاه } صفة و { مَنْشُوراً } حالٌ من يلقاه .