النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَكُلَّ إِنسَٰنٍ أَلۡزَمۡنَٰهُ طَـٰٓئِرَهُۥ فِي عُنُقِهِۦۖ وَنُخۡرِجُ لَهُۥ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ كِتَٰبٗا يَلۡقَىٰهُ مَنشُورًا} (13)

قوله عز وجل : { وكل إنسان ألزمنا طائره في عنقه } فيه قولان :أحدهما : ألزمناه عمله من خير أو شر مثل ما كانت العرب تقوله سوانح الطير وبوارحه ، والسانح : الطائر يمر ذات اليمين وهو فأل خير ، والبارح : الطائر يمر ذات الشمال وهو فأل شر ، وأضيف إلى العنق{[1783]} . الثاني : أن طائره حظه ونصيبه ، من قول العرب : طار سهم فلان إذا خرج سهمه ونصيبه منه ، قاله أبو عبيدة .

{ ونخرج له يوم القيامة كتاباً يلقاه منشوراً } يعني كتاب طائره الذي في عنقه من خير أو شر .

ويحتمل نشر كتابه الذي يلقاه وجهين :أحدهما : تعجيلاً للبشرى بالحسنة ، والتوبيخ بالسيئة . الثاني : إظهار عمله من خير أو شر .


[1783]:هنا عبارة مطموسة بالأصل، وسوف أنقل بقية أقوال المفسرين في "طائره" فقد قال مجاهد: إن المراد عمله ورزقه. وقال الحسن: "الزمناه طائره" أي شقاوته وسعادته و ما كتب له من خير وشر، وما طار له من التقدير، أي صار له عند القسمة في الأزل. وقيل أراد به التكليف، أي قلدناه التزام الشرع.