اللجيّ : العميق الكثير الماء . منسوب إلى اللج وهو معظم ماء البحر . وفي { أَخْرَجَ } ضمير الواقع فيه { لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا } مبالغة في لم يرها ؛ أي : لم يقرب أن يراها ؛ فضلاً عن أن يراها . ومثله قول ذي الرمة :
إذَا غَيَّرَ النَّأْيُ الْمُحَبِّينَ لَمْ يَكَد *** رَسِيسُ الْهَوَى مِنْ حُبِّ مَيَّة يَبْرَحُ
أي لم يقرب من البراح فما باله يبرح ؟ شبه أعمالهم أولاً في فوات نفعها وحضور ضررها بسراب لم يجده من خدعه من بعيد شيئاً ، ولم يكفه خيبة وكمداً أن لم يجد شيئاً كغيره من السراب ، حتى وجد عنده الزبانية تعتله إلى النار ، ولا يقتل ظمأه بالماء . وشبهها ثانياً في ظلمتها وسوادها لكونها باطلة ، وفي خلوها عن نور الحق بظلمات متراكمة من لجّ البحر والأمواج والسحاب ، ثم قال : ومن لم يوله نور توفيقه وعصمته ولطفه ، فهو في ظلمة الباطل لا نور له . وهذا الكلام مجراه مجرى الكنايات ؛ لأن الألطاف إنما تردف الإيمان والعمل [ الصالح ] . أو كونهما مترقبين ، ألا ترى إلى قوله : { والذين جاهدوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا } [ العنكبوت : 69 ] وقوله : { وَيُضِلُّ الله الظالمين } [ إبراهيم : 27 ] وقرىء : «سحاب ظلمات » على الإضافة . وسحاب ظلمات ، برفع { سَحَابٌ } وتنوينه وجرّ { ظلمات } بدلاً من { ظلمات } الأولى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.