معاني القرآن للفراء - الفراء  
{أَوۡ كَظُلُمَٰتٖ فِي بَحۡرٖ لُّجِّيّٖ يَغۡشَىٰهُ مَوۡجٞ مِّن فَوۡقِهِۦ مَوۡجٞ مِّن فَوۡقِهِۦ سَحَابٞۚ ظُلُمَٰتُۢ بَعۡضُهَا فَوۡقَ بَعۡضٍ إِذَآ أَخۡرَجَ يَدَهُۥ لَمۡ يَكَدۡ يَرَىٰهَاۗ وَمَن لَّمۡ يَجۡعَلِ ٱللَّهُ لَهُۥ نُورٗا فَمَا لَهُۥ مِن نُّورٍ} (40)

قوله : { أَوْ كَظُلُماتٍ 40 } والظلمات مثل لقب الكافر ، أي أنه لا يعقل ولا يُبصر ، فوصَف قلبه بالظلمات . ثم قال : { إِذَآ أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاها } فقال بعض المفسّرينَ : لا يراها ، وهو المعنى ؛ لأن أقل من الظلمات التي وصفها الله لا يَرَى فيها الناظر كفّه . وقال بعضهم إنما هو مثَل ضربه الله فهو يراها ولكنه لا يرها إلاّ بطيئا ؛ كما تقول : ما كدت أبلغ إليك وأنت قد بلغت . وهو وجه العربية . ومِن العرب 128 ب مَن يُدخل كاد ويكاد في اليقين فيجعلها بمنزلة الظن إذا دخل ، فيما هو يقين ؛ كَقوله { وَظَنُّوا مالَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ } في كثيرٍ منَ الكلام .