تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{۞وَٱتۡلُ عَلَيۡهِمۡ نَبَأَ نُوحٍ إِذۡ قَالَ لِقَوۡمِهِۦ يَٰقَوۡمِ إِن كَانَ كَبُرَ عَلَيۡكُم مَّقَامِي وَتَذۡكِيرِي بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ فَعَلَى ٱللَّهِ تَوَكَّلۡتُ فَأَجۡمِعُوٓاْ أَمۡرَكُمۡ وَشُرَكَآءَكُمۡ ثُمَّ لَا يَكُنۡ أَمۡرُكُمۡ عَلَيۡكُمۡ غُمَّةٗ ثُمَّ ٱقۡضُوٓاْ إِلَيَّ وَلَا تُنظِرُونِ} (71)

{ يا قوم إن كان كبر عليكم مقامي } بالدعاء إلى الله -عز وجل- : { وتذكيري بآيات الله فعلى الله توكلت فأجمعوا أمركم وشركاءكم } أي : وأجمعوا شركاءكم { ثم لا يكن أمركم عليكم غمة } أي : في ستر ، ليكن ذلك علانية .

قال محمد : ( غمة ) مشتقة من : الغمامة التي تستر ؛ ومنه قوله : " غم الهلال " وقد يجوز أن يكون قوله : ( غمة ) أي : غما ؛ يقال : غم وغمة .

قالت الخنساء :

وذي كربة راخى ابن عمرو خناقة *** وغمته عن وجهه فتجلت{[469]}

قوله عز وجل : { ثم اقضوا إلي } أي : اجهدوا جهدكم { ولا تنظرون } طرفة عين ؛ أي : أنكم لا تقدرون على ذلك ؛ وذلك حين قالوا : { لئن لم تنته يا نوح لتكونن من المرجومين } [ الشعراء :116 .


[469]:انظر / ديوان الخنساء (340).