تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{ثُمَّ خَلَقۡنَا ٱلنُّطۡفَةَ عَلَقَةٗ فَخَلَقۡنَا ٱلۡعَلَقَةَ مُضۡغَةٗ فَخَلَقۡنَا ٱلۡمُضۡغَةَ عِظَٰمٗا فَكَسَوۡنَا ٱلۡعِظَٰمَ لَحۡمٗا ثُمَّ أَنشَأۡنَٰهُ خَلۡقًا ءَاخَرَۚ فَتَبَارَكَ ٱللَّهُ أَحۡسَنُ ٱلۡخَٰلِقِينَ} (14)

{ ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة } يكون في بطن أمه نطفة أربعين ليلة ، ثم يكون علقة أربعين ليلة ، ثم يكون مضغة أربعين ليلة ، { فخلقنا المضغة عظاما } يعني : جماعة العظام .

قال محمد : ( علقة ) واحدة : العلق ، وهو الدم ، و( المضغة ) : اللحمة الصغيرة سميت بذلك ، لأنها بقدر ما يمضغ .

{ ثم أنشأناه خلقا آخر } يعني : ذكرا أو أنثى ، في تفسير الحسن { فتبارك الله } هو من باب البركة { أحسن الخالقين( 14 ) } إن العباد قد يخلقون ، ويشبهون بخلق الله ، ولا يستطيعون أن ينفخوا فيه الروح . يحيى : عن الربيع بن صبيح ، عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " المصورون يعذبون يوم القيامة ، ويقال لهم : أحيوا ما خلقتم " من حديث يحيى بن محمد .

يحيى : عن أبي أمية بن يعلى الثقفي ، عن سعيد المقبري ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " قال الله : من أظلم ممن يخلق كخلقي ، فليخلقوا ذبابا أو ذرة أو بعوضة " {[857]} .


[857]:رواه البخاري (5953) ومسلم (2111) وأحمد من طريق أبي زرعة (2/259/451، 527) وأبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا بنحوه.