التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{ثُمَّ خَلَقۡنَا ٱلنُّطۡفَةَ عَلَقَةٗ فَخَلَقۡنَا ٱلۡعَلَقَةَ مُضۡغَةٗ فَخَلَقۡنَا ٱلۡمُضۡغَةَ عِظَٰمٗا فَكَسَوۡنَا ٱلۡعِظَٰمَ لَحۡمٗا ثُمَّ أَنشَأۡنَٰهُ خَلۡقًا ءَاخَرَۚ فَتَبَارَكَ ٱللَّهُ أَحۡسَنُ ٱلۡخَٰلِقِينَ} (14)

( ثم خلقناه النطفة علقة فخلقنا العقلة ) النطفة والعلقة ، منصوبان ؛ لأنهما مفعولان للفعل ( خلقنا ) . و ( خلقنا ) ههنا يتعدى إلى مفعولين ؛ لأنه بمعنى صيرنا . ولو كان بمعنى أحدثنا لتعدى إلى مفعول واحد{[3159]} والمعنى : حولنا النطفة إلى علقة ، أو صيرنا علقة ، وهي الدم الجامد ( فخلقنا العلقة مضغة ) يعني جعلنا ذلك الدم الجامد مضغة ؛ أي قطعة لحم . وقد سميت مضغة ؛ لأنها مقدار ما يمضغ .

قوله : ( فخلقنا المضغة عظاما ) أي صيرنا قطعة اللحم هذه متصلبة عظاما يقوم عليه جسد الإنسان ( فكسونا العظام لحما ) أي جعلنا على العظام ما يسترها ويشدها من اللحم .

قوله : ( ثم أنشأناه خلقا آخر ) أي جعلناه خلقا مباينا للخلق الأول وذلك بنفخ الروح فيه لتنتشر فيه الحياة .

قوله : ( فتبارك الله أحسن الخالقين ) أي تعالى الله وتعظم شأنه وجلاله فقد استحق التعظيم والثناء . و ( أحسن ) مرفوع على أنه بدل من ( الله ) .

وقيل : مرفوع على أنه خبر لمبتدأ محذوف . وتقديره : هو أحسن الخالقين{[3160]} .


[3159]:- البيان لابن الأنباري جـ2 ص 181.
[3160]:- نفس المصدر السابق.