تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{يُوصِيكُمُ ٱللَّهُ فِيٓ أَوۡلَٰدِكُمۡۖ لِلذَّكَرِ مِثۡلُ حَظِّ ٱلۡأُنثَيَيۡنِۚ فَإِن كُنَّ نِسَآءٗ فَوۡقَ ٱثۡنَتَيۡنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَۖ وَإِن كَانَتۡ وَٰحِدَةٗ فَلَهَا ٱلنِّصۡفُۚ وَلِأَبَوَيۡهِ لِكُلِّ وَٰحِدٖ مِّنۡهُمَا ٱلسُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِن كَانَ لَهُۥ وَلَدٞۚ فَإِن لَّمۡ يَكُن لَّهُۥ وَلَدٞ وَوَرِثَهُۥٓ أَبَوَاهُ فَلِأُمِّهِ ٱلثُّلُثُۚ فَإِن كَانَ لَهُۥٓ إِخۡوَةٞ فَلِأُمِّهِ ٱلسُّدُسُۚ مِنۢ بَعۡدِ وَصِيَّةٖ يُوصِي بِهَآ أَوۡ دَيۡنٍۗ ءَابَآؤُكُمۡ وَأَبۡنَآؤُكُمۡ لَا تَدۡرُونَ أَيُّهُمۡ أَقۡرَبُ لَكُمۡ نَفۡعٗاۚ فَرِيضَةٗ مِّنَ ٱللَّهِۗ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمٗا} (11)

{ . . . فإن كن نساء فوق اثنتين } يعني أكثر من اثنتين { فلهن ثلثا ما ترك وإن كانت واحدة فلها النصف } قال محمد : [ أعطيت الابنتان الثلثين ] بدليل لا يفرض مسمى لهما ، والدليل قوله : { يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة إن امرؤ هلك ليس له ولد وله أخت فلها نصف ما ترك } [ النساء : 176 ] فقد صار للأخت النصف ، كما أن للابنة النصف { فإن كانتا اثنتين فلهما الثلثان } فأعطيت البنتان الثلثين ، كما أعطيت الأختان ، وأعطى جملة الأخوات الثلثين ، قياسا على ما ذكر الله في جملة البنات { ولأبويه لكل واحد منهما السدس مما ترك إن كان له ولد } ذكر أو ولد ابن ذكر [ أو أنثى ] وإن ترك ابنتين أو أكثر وأبويه فكذلك أيضا ، وإن ترك ابنته وأبويه ، فللابنة النصف وللأم ثلث ما بقي وما بقي فلأب ، وليس للأم مع الولد الواحد أو أكثر . ذكرا كان أو أنثى إلا السدس { فإن لم يكن له ولد وورثه أبواه فلأمه الثلث } هذا إذا لم يكن له وارث غيرهما في قول زيد والعامة { فإن كان له إخوة فلأمه السدس } إذا كان له أخوان فأكثر حجبوا الأم عن الثلث ، وكان لها السدس ولا يحجبها الأخ الواحد عن الثلث ، ولا الأخوان إذا كانا أخويه لأبيه أو أخويه لأمه ، أو بعضهم من الأب وبعضهم من الأم فهؤلاء ذكورا كانوا أو إناثا أو بعضهم ذكور وبعضهم إناث يحجبون الأم عن الثلث ، فلا تأخذ إلا السدس { من بعد وصية يوصي بها أو دين } فيها تقديم ، يقول : من بعد دين يكون عليه أو وصية يوصي بها { آباؤكم وأبناؤكم لا تدرون أيهم أقرب لكم نفعا } تفسير مجاهد : لا تدرون أيهم أقرب لكم نفعا في الدنيا { فريضة من الله } قال السدي : يعني قسمة المواريث لأهلها الذين ذكرهم الله في هذه الآية .

قال محمد : { فريضة } منصوب على التوكيد والحال ، أي ما ذكرنا لهؤلاء الورثة مفروضا فريضة مؤكدة ، لقوله : { يوصيكم الله } .