تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{ٱلرِّجَالُ قَوَّـٰمُونَ عَلَى ٱلنِّسَآءِ بِمَا فَضَّلَ ٱللَّهُ بَعۡضَهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٖ وَبِمَآ أَنفَقُواْ مِنۡ أَمۡوَٰلِهِمۡۚ فَٱلصَّـٰلِحَٰتُ قَٰنِتَٰتٌ حَٰفِظَٰتٞ لِّلۡغَيۡبِ بِمَا حَفِظَ ٱللَّهُۚ وَٱلَّـٰتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَٱهۡجُرُوهُنَّ فِي ٱلۡمَضَاجِعِ وَٱضۡرِبُوهُنَّۖ فَإِنۡ أَطَعۡنَكُمۡ فَلَا تَبۡغُواْ عَلَيۡهِنَّ سَبِيلًاۗ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلِيّٗا كَبِيرٗا} (34)

{ الرجال قوامون على النساء } أي مسلطون على أدب النساء ، والأخذ على أيديهن . قال قتادة : ذكر لنا أن رجلا لطم امرأته على عهد نبي الله ، فأتت المرأة نبي الله ، فأراد نبي الله أن يقصها منه فأنزل الله : الرجال قوامون على النساء{[261]} } { بما فضل الله بعضهم على بعض } جعل شهادة امرأتين شهادة رجل واحد ، وفضلوا في الميراث { وبما أنفقوا من أموالهم } يعني الصدقات { فالصالحات } يعني المحسنات إلى أزواجهن { قانتات } أي مطيعات لأزواجهن { حافظات للغيب } لغيب أزواجهن في فروجهن { بما حفظ الله } أي بحفظ الله إياهن { واللاتي تخافون نشوزهن } عصيانهن ، يعني تنشز على زوجها ، فلا تدعه أن يغشاها { فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن } قال قتادة : ابدأ فعظها بالقول ، فإن عصت فاهجرها ، فإن عصت فاضربها ضربا غير شائن { فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا } تفسير الكلبي : يقول : فإن أطعنكم في الجماع ، فلا تبغوا عليهن سبيلا ، يقول : لا تكلفوهن الحب ، فإنما جعلت الموعظة لهن والضرب في المضجع ليس على الحب ، ولكن على حاجته إليها .


[261]:أخرجه عبد الرزاق في تفسيره (1/157) وابن أبي حاتم (3/940، ح5246).