تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{۞وَٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ وَلَا تُشۡرِكُواْ بِهِۦ شَيۡـٔٗاۖ وَبِٱلۡوَٰلِدَيۡنِ إِحۡسَٰنٗا وَبِذِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡيَتَٰمَىٰ وَٱلۡمَسَٰكِينِ وَٱلۡجَارِ ذِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡجَارِ ٱلۡجُنُبِ وَٱلصَّاحِبِ بِٱلۡجَنۢبِ وَٱبۡنِ ٱلسَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُكُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ مُخۡتَالٗا فَخُورًا} (36)

{ واعبدوا الله } يعني واحفظوا الله { ولا تشركوا به شيئا } أي لا تعدلوا به غير { وبالوالدين إحسانا } { والجار ذي القربى } الذي له قرابة { والجار الجنب } الأجنبي الذي ليست له قرابة { والصاحب بالجنب } يعني الرفيق في السفر ، في تفسير ابن جبير ، وقال غيره : يعني المرأة . قال محمد : وقيل في الجار الجنب ، إنه الغريب ، والجنابة في اللغة : [ البعد ] ، يقال رجل جنب : [ غريب ] .

يحيى : عن المعلى بن هلال ، عن محرر بن عبد الله ، عن عطاء الخراساني ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الجيران ثلاثة : جار له حق ، وجار له حقان ، وجار له ثلاثة حقوق ، فأما الجار الذي له ثلاثة حقوق : فالجار المسلم ذو الرحم ، فله حق الإسلام ، وحق الرحم ، وحق الجوار ، وأما الذي له حقان : فالجار المسلم ، له حق الإسلام ، وحق الجوار ، وأما الذي له حق واحد : فالجار المشرك ، له حق الجوار " {[262]} .

قوله : { وابن السبيل } يعني الضيف .

يحيى : عن عثمان ، عن سعيد المقبري ، عن أبي شريح الخزاعي ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ، فليكرم ضيفه ، جائزته يوم وليلة ، والضيافة : ثلاثة أيام ، وما سوى ذلك فهو صدقة " {[263]} .

قوله : { وما ملكت أيمانكم } .

يحيى : عن عثمان ، عن قتادة ، عن صالح أبي الخليل ، عن سفينة مولى أم سلمة ، عن أم سلمة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان آخر قوله عند موته : " الصلاة وما ملكت أيمانكم " حتى جعل [ يلجلجها ] في صدره ، وما يفيص به لسانه " {[264]} .

يحيى : عن أبي الأشهب ، عن الحسن ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " المملوك أخوك ، فإن عجز فجد معه ، من رضي مملوكه فليمسكه ، ومن كرهه فليبعه ،

ولا تعذبوا خلق الله " .

قال محمد : قوله : { واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا } المعنى : أوصاكم الله بعبادته ، وأوصاكم بالوالدين إحسانا ، وكذلك جميع ما ذكر الله في هذه الآية ، المعنى : أحسنوا إلى هؤلاء كلهم . قوله : { إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا } قال محمد : المختال : يعني التياه الجهول .


[262]:إسناده ضعيف، لأنه مرسل، أخرجه البزار (2/380، ح 1896) كشف الأستار، وأبو نعيم في الحلية (5/207).
[263]:أخرجه البخاري (10/360، ح 6019) ومسلم (3/1352 – 1353، ح 48).
[264]:أخرجه النسائي في الكبرى (4/259، ح 7100) ابن ماجه (1/159، ح 1625) الإمام أحمد في مسنده (6/311، 321) أبو يعلى في مسنده (12/414، ح 6979) البيهقي في دلائل النبوة (7/205).