تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{وَمَا تَفَرَّقُوٓاْ إِلَّا مِنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلۡعِلۡمُ بَغۡيَۢا بَيۡنَهُمۡۚ وَلَوۡلَا كَلِمَةٞ سَبَقَتۡ مِن رَّبِّكَ إِلَىٰٓ أَجَلٖ مُّسَمّٗى لَّقُضِيَ بَيۡنَهُمۡۚ وَإِنَّ ٱلَّذِينَ أُورِثُواْ ٱلۡكِتَٰبَ مِنۢ بَعۡدِهِمۡ لَفِي شَكّٖ مِّنۡهُ مُرِيبٖ} (14)

{ وما تفرقوا } يعني : أهل الكتاب { إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم } أي : حسدا فيما بينهم ، أرادوا الدنيا ورخاءها ؛ فغيروا كتابهم ، فأحلوا فيه ما شاءوا وحرموا ما شاءوا ، فترأسوا على الناس يستأكلونهم ؛ فاتبعوهم على ذلك .

قال محمد : قوله : { إلا من بعد ما جاءهم العلم } المعنى إلا عن علم بأن الفرقة ضلالة ، ولكنهم فعلوا ذلك بغيا ؛ أي : للبغي .

{ ولولا كلمة سبقت من ربك إلى أجل مسمى } يعني : القيامة أخروا إليها { لقضي بينهم } في الدنيا ؛ فأدخل المؤمنين الجنة ، وأدخل الكافرين النار { وإن الذين أورثوا الكتاب من بعدهم } يعني : اليهود والنصارى من بعد أوائلهم { لفي شك منه } من القرآن { مريب } من الريبة .