ثم قال تعالى : { وما تفرقوا إلا من بعدما جاءهم العلم بغيا بينهم } أي : وما تفرق المشركون في أديانهم فصاروا أحزابا إلا من بعد ما جاءهم العلم ، أي : إن الذي جاءهم به الأنبياء هو الدين الحق ، فتفرقوا من أجل البغي ( من بعدما جاءهم الحق .
وقيل : المعنى : ما تفرق قريش عن الإيمان بما جئتم به يا محمد إلا من أجل البغي عليك ){[60750]} من بعد ما جاءهم القرآن دلالة على صحة ما جئتهم به .
وقيل معنى : بغيا بينهم ، أي : بغيا من بعضهم على بعض وحسدا وعداوة على طلب الدنيا{[60751]} .
وقيل : المعنى : ما تفرق مشركو قريش إلا من بعد ما جاءهم العلم{[60752]} وذلك أنهم{[60753]} كانوا يتمنون أن يبعث إليهم نبي . فلما بعث إليهم محمد صلى الله عليه وسلم كفروا به . وهو مثل قوله : { وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءهم نذير ليكونن أهدى من إحدى الأمم . . . } الآية{[60754]} .
ثم قال تعالى : { ولولا كلمة سبقت من ربك إلى أجل مسمى لقضي بينهم } أي : لولا أن الله عز وجل أخر عذابهم – في سابق علمه – إلى يوم القيامة لقضي بينهم فيما اختلفوا{[60755]} فيه ، فيهلك الكافر وينجي المؤمن .
قال الزجاج : الكلمة : { بل الساعة موعدهم }{[60756]} قال السدي : يوم القيامة{[60757]} .
وقال الطبري : معناه : لولا قول سبق{[60758]} : يا محمد من ربك ألا يعاجلهم{[60759]} بالعذاب لقضي بينهم ، ولكنه أخر ذلك إلى يوم القيامة{[60760]} .
ثم قال : { وإن الذين أورثوا الكتاب من بعدهم } أي : وإن الذين أورثوا الكتاب من بعد هؤلاء المختلفين في الحق لفي شك منه ، يعني : اليهود والنصارى .
والكتاب هنا : التوراة والإنجيل .
ومعنى : { لفي شك منه } أي : لفي شك من الدين الذي وصى الله عز وجل به نوحا وأوحاه{[60761]} إليك يا محمد وأمرك{[60762]} بإقامته مريب .
وقيل ، المعنى : إن اليهود والنصاري الذين أورثت{[60763]} قريش{[60764]} الكتاب من بعدهم ، أي : من بعد اليهود والنصاري – لفي شك منه{[60765]} ، أي : من القرآن{[60766]} .
وقيل : من محمد{[60767]} صلى الله عليه وسلم . فالشك على هذا لليهود والنصارى .
وقيل : هو لقريش ، الذين أورثوا الكتاب من بعد اليهود والنصارى ، وهم في شك من القرآن{[60768]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.