{ وما تفرقوا إلا من بعد ما جاءهم العلم } .
لم تتفرق أمم الأنبياء منذ بعث نوح عليه السلام بسبب جهالة آثار الفرقة ، لكن أنبياءهم حذروهم ضلال الفرقة وفساد الخلاف وعاقبة التنازع ؛ أو لم يتفرق من دعوتهم يا محمد عن جهل منهم بصدق نبوتك ، بل هم يعلمون أنك صادق ؛ وهكذا شهد القرآن عليهم : { . . فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون }{[4241]} والكتابيون والمشركون في ذلك سواء ، فإن المولى العليم لم يعزب عن علمه ما قال زعماء الشرك منذ مبعث النبي الخاتم ، بل حكى الكتاب الحكيم ما كان منهم قبل مبعثه وبعده : { وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءهم نذير ليكونن أهدى من إحدى الأمم فلما جاءهم نذير ما زادهم إلا نفورا . استكبارا في الأرض ومكر السيئ . . }{[4242]} . وبنو إسرائيل وهم أهل الكتابين التوراة والإنجيل كانوا يتوعدون المشركين بالهزيمة حالما يُبْعث نبي آخر الزمان فيتبعونه ويكونون معه على عباد الأوثان والأصنام . { . . وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين }{[4243]} .
ظلما وتجاوزا للحق ؛ فليس تفرقهم لقصور في البرهان ، ولكن أعمى بصائرهم الجحود والمراء والكفران ، يقول المولى تبارك اسمه : { بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله بغيا أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده . . }{[4244]} ويقول سبحانه : { وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة } . {[4245]}
{ ولولا كلمة سبقت من ربك إلى أجل مسمى لقضي بينهم }
ولولا وعد ربنا بتأخير عذاب المكذبين بالحق إلى حين يعلمه الله سبحانه- إما حين حلول هزيمتهم وخزيهم ، أو انقضاء آجالهم ، أو يوم لقاء ربهم- لولا هذه العدة لعجل الله بطشته بهم .
{ وإن الذين أورثوا الكتاب من بعدهم لفي شك منه مريب( 14 ) }
إن الذين ورثوا كتابي التوراة والإنجيل بعد المختلفين فيهما من أسلافهم لفي ريبة وتهمة من صدق ما جاءهم مما أوحي من الله إلى أنبيائهم ومن جملته أن يتركوا الاختلاف والفرقة والتنازع في الدين .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.