بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَمَا تَفَرَّقُوٓاْ إِلَّا مِنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلۡعِلۡمُ بَغۡيَۢا بَيۡنَهُمۡۚ وَلَوۡلَا كَلِمَةٞ سَبَقَتۡ مِن رَّبِّكَ إِلَىٰٓ أَجَلٖ مُّسَمّٗى لَّقُضِيَ بَيۡنَهُمۡۚ وَإِنَّ ٱلَّذِينَ أُورِثُواْ ٱلۡكِتَٰبَ مِنۢ بَعۡدِهِمۡ لَفِي شَكّٖ مِّنۡهُ مُرِيبٖ} (14)

قوله تعالى : { وَمَا تَفَرَّقُواْ } يعني : مشركي مكة ما تفرقوا في الدين ، { إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ العلم } في كتابهم . يعني : جاءهم محمد بالبينات . ويقال : { وَمَا تَفَرَّقُواْ } يعني : أهل الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم في كتابهم . يعني : من نعت محمد صلى الله عليه وسلم { بَغْياً بَيْنَهُمْ } يعني : حسداً فيما بينهم ، لأنه كان من العرب . وروى معمر عن قتادة أنه تلى : { وَمَا تَفَرَّقُواْ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ العلم } قال : إياكم والفرقة فإنها مهلكة . وروي في الخبر : «إنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ آفَة وآفَةُ الدِّينِ الهَوَى » . ثم قال : { وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبّكَ إلى أَجَلٍ مُّسَمًّى } يعني : بتأخير العذاب إلى وقت معلوم . { لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ } يعني : لفرغ منهم بالهلاك . { وَإِنَّ الذين أُورِثُواْ الكتاب } يعني : أعطوا التوراة ، والإنجيل ، { مّن بَعْدِهِمْ } يعني : من بعد نوح ، وإبراهيم . وقال مقاتل : يعني : من بعد الأنبياء { لَفي شَكّ مّنْهُ } يعني : من القرآن { مُرِيبٍ } أي : ظاهر الشك .