الآية 14 وقوله تعالى : { وما تفرّقوا إلا من بعد ما جاءهم العلم } هذا يُخرّج على وجوه :
أحدها : أي أنهم تفرّقوا في رسول الله محمد ، عليه أفضل الصلاة ، بعد ما جاءهم العلم في كُتبهم أنه رسول لما كانوا يجحدون بعثه وصفته في كتبهم . لكنهم اختلفوا ، وتفرّقوا ، فآمن بعضهم به على [ ما وجدوا ]{[18698]} في كتبهم ، وكفر بعض ، وحرّفوا ما في كُتبهم من بعثه وصفته ، والله أعلم .
والثاني : أي تفرّقوا في ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم من الدين إلا من بعد ما جاءهم العلم أن الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم هو الذي وصّى به نوحا ومن ذكر من الأنبياء عليهم السلام .
[ والثالث ]{[18699]} : أي ما تفرّقوا في الإيمان بالرسل والكفر بهم { إلا من بعد ما جاءهم /490-أ/ العلم } أنهم على الحق وأنهم رسل الله مبعوثون إليهم ، فتفرّقوا ، فآمنوا بالبعض وكفروا بالبعض { بغيا بينهم } .
[ الرابع ]{[18700]} : أي { وما تفرّقوا إلا من بعد ما جاءهم العلم } أن الفرقة ضلالة وهلاك ، والله أعلم .
وقوله تعالى : { بغيا بينهم } يحتمل حسدا بينهم لما قيل : إنهم كانوا مؤمنين به قبل أن يُبعث لما وجدوا بعثه وصفته في كتبهم ظنا منهم أنه سيُبعث{[18701]} منهم : فلما بُعث من غيرهم حسدوه ، وكفروا به ، والله أعلم .
ويحتمل قوله : { بغيا بينهم } أي عدوانا وظلما يكون في ما بينهم ذلك التفرّق .
وقوله تعالى : { ولولا كلمة سبقت من ربك إلى أجل مسمى لقُضي بينهم } أي { ولولا كلمة سبقت من ربك } في تأخير العذاب عنهم إلى وقت ، وإلا كانت الكلمة منه في تعجيل العذاب بهم ، والله أعلم .
وقوله تعالى : { وإن الذين أورثوا الكتاب من بعدهم } أي إن الذين أعطوا الكتاب من بعد الرسل الذين ذكر { لفي شك منه مريب } أخبر أنهم كانوا في شك بما جاء به الرسل ، لكنهم لم يُعذَروا في شكّهم لما تركوا النظر والتفكّر في ذلك .
ولو نظروا في ذلك وتفكّروا فيه ، لوقع ذلك لهم ، وبان الحق ، فلم يُعذروا في ذلك لأنه منهم كان ذلك الشك والريب . ولو تفكّروا ، ونظروا لتجلّى لهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.