تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{إِنَّا فَتَحۡنَا لَكَ فَتۡحٗا مُّبِينٗا} (1)

مقدمة السورة:

تفسير سورة الفتح وهي مدنية كلها .

بسم الله الرحمن الرحيم قوله : { إنا فتحنا لك فتحا مبينا( 1 ) . . . } إلى قوله : { مستقيما( 2 ) } يحيى{[1275]} : عن قتادة ، عن أنس بن مالك ( أن هذه الآية نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم عند مرجعه من الحديبية ، وأصحابه مخالطو الحزن والكآبة ، قد حيل بينهم وبين مناسكهم ونحروا الهدي بالحديبية . فقال : لقد نزلت علي آية لهي أحب إلي من الدنيا جميعا ! فلما تلاها عليهم ؛ قال رجل من القوم : هنيئا مريئا لك يا رسول الله ، قد بين الله لنا ما يفعل بك ، فماذا يفعل بنا ؟ فأنزل الله : { ليدخل المؤمنين والمؤمنات . . . } إلى قوله : { فوزا عظيما( 5 ) }{[1276]} .

قال محمد : قوله : { فتحنا لك فتحا مبينا } قيل : المعنى : قضينا لك بإظهار دين الإسلام والنصرة على عدوك ، وحكمنا لك بذلك ، ويقال للقاضي : الفتاح ، والحديبية اسم بئر يسمى به المكان .


[1275]:سقط من الإسناد وشيخ يحيى بن سلام في (المخطوط) ولعله سعيد بن أبي عروبة.
[1276]:رواه البخاري في المغازي، باب غزوة الحديبية(5/160)، (4172)، ومسلم (1786)، وأحمد في (المسند) (3/122، 134، 197، 173، 174، 215، 252)، والترمذي (3263)، وعبد الرزاق في (التفسير) (3/225)، والطبري(26/69)، والحاكم في (المستدرك) (2/460)، والواحدي في (أسباب النزول) (ص281، 282)، وغيرهم من طرق قتادة به فذكره بنحوه.