تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{وَقَالَتِ ٱلۡيَهُودُ يَدُ ٱللَّهِ مَغۡلُولَةٌۚ غُلَّتۡ أَيۡدِيهِمۡ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْۘ بَلۡ يَدَاهُ مَبۡسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيۡفَ يَشَآءُۚ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرٗا مِّنۡهُم مَّآ أُنزِلَ إِلَيۡكَ مِن رَّبِّكَ طُغۡيَٰنٗا وَكُفۡرٗاۚ وَأَلۡقَيۡنَا بَيۡنَهُمُ ٱلۡعَدَٰوَةَ وَٱلۡبَغۡضَآءَ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِۚ كُلَّمَآ أَوۡقَدُواْ نَارٗا لِّلۡحَرۡبِ أَطۡفَأَهَا ٱللَّهُۚ وَيَسۡعَوۡنَ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَسَادٗاۚ وَٱللَّهُ لَا يُحِبُّ ٱلۡمُفۡسِدِينَ} (64)

{ وقالت اليهود يد الله مغلولة } قال الكلبي : كانوا من أخصب الناس وأكثرهم خيرا ، فلما عصوا الله وبدلوا نعمة الله كفرا ، كف الله عنهم بعض الذي كان بسط لهم ؛ فعند ذلك قالت اليهود : كف الله يده عنا فهي مغلولة أي : لا يبسطها علينا .

قال الله { غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء وليزيدن كثيرا منهم ما أنزل إليك من ربك طغيانا وكفرا } وهم اليهود .

قال قتادة : حملهم حسد محمد والعرب على أن كفروا به ، وهم يجدونه مكتوبا عندهم . { كلما أوقدوا نارا للحرب } لحرب رسول الله { أطفأها الله } يعني : أذلهم الله ، ونصره عليهم .

{ ويسعون في الأرض فسادا } أي : يدعون فيها إلا خلاف دين الله ، وهم يعلمون ذلك .