بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{إِذۡ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى ٱلۡمَلَـٰٓئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمۡ فَثَبِّتُواْ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْۚ سَأُلۡقِي فِي قُلُوبِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلرُّعۡبَ فَٱضۡرِبُواْ فَوۡقَ ٱلۡأَعۡنَاقِ وَٱضۡرِبُواْ مِنۡهُمۡ كُلَّ بَنَانٖ} (12)

ثم قال تعالى :

{ إِذْ يُوحِى رَبُّكَ إِلَى الملائكة } ، يعني ألهم ربك الملائكة ، { أنّى مَعَكُمْ } ، أي معينكم وناصركم ؛ { فَثَبّتُواْ الذين ءامَنُواْ } ، يعني بشروا المؤمنين بالنصر . فكان الملك يمشي أمام الصف فيقول : أبشروا فإنكم كثير وعدوكم قليل والله ناصركم . { سَأُلْقِى } ، يعني سأقذف { فِى قُلُوبِ الذين كَفَرُواْ الرعب } ، يعني الخوف من رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين .

ثم علَّم المؤمنين كيف يضربون ويقتلون فقال تعالى : { فاضربوا فَوْقَ الأعناق } ، يعني على الأعناق { واضربوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ } ، يعني أطراف الأصابع وغيرها ، ويقال كل مفصل . قال الفقيه : سمعت من حكى ، عن أبي سعيد الفارياني أنه قال : أراد الله إلاَّ يلطخ سيوفهم بفرث المشركين ، فأمرهم أن يضربوا على الأعناق ولا يضربوا على الوسط ويقال : معناه اضربوا كل شيء استقبلكم من أعضائهم ولا ترحموهم .