تفسير الأعقم - الأعقم  
{۞لَّيۡسَ عَلَيۡكَ هُدَىٰهُمۡ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ يَهۡدِي مَن يَشَآءُۗ وَمَا تُنفِقُواْ مِنۡ خَيۡرٖ فَلِأَنفُسِكُمۡۚ وَمَا تُنفِقُونَ إِلَّا ٱبۡتِغَآءَ وَجۡهِ ٱللَّهِۚ وَمَا تُنفِقُواْ مِنۡ خَيۡرٖ يُوَفَّ إِلَيۡكُمۡ وَأَنتُمۡ لَا تُظۡلَمُونَ} (272)

قوله تعالى : { ليس عليك هداهم } أي لا يجب عليك ان تجعلهم مهتدين الى الانتهاء عما نهوا عنه من المن والاذى والانفاق من الخبيث وغير ذلك وما عليك الا ان تبلغهم النواهي فحسب { ولكن الله يهدي من يشاء } يلطف به { وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله } وطلب ما عنده فما بالكم تمنون به { وما تنفقوا من خير يوف إليكم } ثوابه أضعافاً مضاعفة { وأنتم لا تظلمون } أي لا ينقص من ثواب أعمالكم شيء { للفقراء الذين أُحصروا في سبيل الله } احصرهم الجهاد ، وقيل : منعهم الكفار ، وقيل : منعوا أنفسهم عن طلب المعاش ، قوله تعالى : { لا يستطيعون ضرباً في الأرض } لا يمكنهم التصرف في الأرض للتجارة خوفاً للكفار والآية نزلت في فقراء المهاجرين وكانوا نحو اربع مائة فقير ، وقيل : هم اصحاب الصفَّة لم يكن لهم مساكن في المدينَة ولا عشائر وكانوا في صفَّة المسجد وهي سقيفة يتعلمون القرآن بالليل ويرضخون النوى بالنهار وكانوا يخرجون في كل سريَّة يبعثها رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فمن كان عنده فضل اتاهم به ، وعن ابن عباس انه وقف رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يوماً على اصحاب الصفَّة فرأى فقرهم وجهدهم وطيب قلوبهم فقال : " الا ابشروا يا أصحاب الصفَّة فمن بقي من أُمتِّي على التعب الذي انتم فيه راضياً بما هو فيه فانه من رفقائي "