قوله تعالى : { لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ } : " هُداهم " : اسم ليس وخبرُها الجارُّ والمجرورُ . و " الهُدَى " مصدرٌ مضافٌ إلى المفعولِ ، أي : ليس عليك أن تهديَهم ، ويجوز أن يكونَ مضافاً لفاعلِهِ ، أي : ليس عليك أن يَهْتدَوا ، يعني : ليس عليك أن تُلْجِئَهم إلى الاهتداء .
وفيه طباقٌ معنويٌّ ، إذ التقدير : هدى للضالين . وفي قوله : { وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي } مع قوله " هداهم " جناسٌ مغاير لأنَّ إحدى الكلمتين اسمٌ والأخرى فعلٌ . ومفعولُ " يشاءُ " محذوفٌ ، أي : هدايَتَه .
وقوله : { فَلأَنْفُسِكُمْ } خبرٌ لمبتدأٍ محذوفٍ أي : فهو لأنفسكم . وقوله " إلاَّ ابتغاءَ " فيه وجهان ، أحدُهما : أنه مفعولٌ من أجله أي : لأجل ابتغاءِ وجهِ اللَّهِ ، والشروطُ هنا موجودةٌ . والثاني : أنه مصدرٌ في محل الحالِ ، أي : إلاَّ مبتغين ، وهو في الحالَيْنِ استثناءٌ مفرَّغٌ ، والمعنى : وما تُنْفِقُونَ نفقةً معتدّاً بقَبولِهَا إلاَّ ابتغاءَ وجهِ [ اللَّهِ ] ، أو يكونُ الخاطَبُون بهذا ناساً مخصوصين ، وهم الصحابةُ ، لأنهم كانوا كذلك ، وإنما احتجنا إلى هذين التأويلين لأنَّ كثيراً ينفق لابتغاءِ غير وجهِ الله .
وقوله : { يُوَفَّ } جوابُ الشرط/ ، وقد تقدَّم أنه يقال : " وَفَّى " بالتشديدِ و " وفَى " بالتخفيفِ " و " أَوْفَى " رباعياً .
وقوله : { وَأَنْتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ } جملةٌ من مبتدأٍ وخبرٍ في محلِّ نصبٍ على الحالِ من الضميرِ في " إليكم " ، والعاملُ فيها " يُوَفَّ " ، وهي تشبهُ الحالَ المؤكِّدَةَ لأنَّ معناها مفهومٌ من قولِهِ : " يوفَّ إليكم " لأنهم إذا وُفُّوا حقوقَهم لم يُظْلَموا . ويجوز أن تكونَ مستأنفةً لا محلَّ لها من الإِعراب ، أخبرَهم فيها أنه لا يقعُ عليهم ظلمٌ فيندرجُ فيه توفيةُ أجورِهم بسببِ إنفاقهِم في طاعةِ اللَّهِ تعالى اندراجاً أوَّليَّاً .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.