{ ليس عليك هداكم ولكن الله يهدي من يشاء } الخطاب مع النبي صلى الله عليه وسلم والمراد هو وأمته ، ويشهد لهذا أن ما قبله عام . { إن تبدوا الصدقات . . } وما بعد عام { وما تنفقوا من خير فلأنفسكم } عن ابن عباس قال : كان أناس من الأنصار لهم أنسباء وقرابة من قريظة والنضير وكانوا يتقون أن يتصدقوا عليهم ويريدونهم أن يسلموا فنزلت { ليس عليك هداهم } وعن قتادة : وذكر لنا أن رجالا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قالوا أنتصدق على من ليس من أهل ديننا فأنزل الله في ذلك القرآن { ليس عليكم هداهم } مما نقل عن علماء الأحكام : الصدقة التي أبيحت لغير المسلمين هي صدقة التطوع وأما المفروضة فلا يجزئ دفعها لكافر لقوله عليه السلام ( أمرت أن آخذ الصدقة من أغنيائكم وأردها في فقرائكم ) ؛ قال ابن العربي : سائر أهل المعاصي تصرف الصدقة إلى مرتكبيها لدخولهم في اسم المسلمين ، وفي صحيح مسلم أن رجلا تصدق على غني وسارق وزانية وتقبلت صدقته . { وما تنفقوا من خير فلأنفسكم وما تنفقوا إلا ابتغاء وجه الله } ثواب النفقة يعود إلى المنفق ولنفسه حصل العاقبة الحسنى ؛ ومن أنفق يريد بنفقته الثواب{[825]} فعليه أن يخلص النية والقصد وأن لا يرجو بذلك إلا رضوان الله جل علاه { وما تنفقوا من خير يوف إليكم وأنتم لا تظلمون } ربنا تقدست أسماؤه لا يظلم مثقال ذرة { . . وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما }{[826]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.