بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَتَحۡسَبُهُمۡ أَيۡقَاظٗا وَهُمۡ رُقُودٞۚ وَنُقَلِّبُهُمۡ ذَاتَ ٱلۡيَمِينِ وَذَاتَ ٱلشِّمَالِۖ وَكَلۡبُهُم بَٰسِطٞ ذِرَاعَيۡهِ بِٱلۡوَصِيدِۚ لَوِ ٱطَّلَعۡتَ عَلَيۡهِمۡ لَوَلَّيۡتَ مِنۡهُمۡ فِرَارٗا وَلَمُلِئۡتَ مِنۡهُمۡ رُعۡبٗا} (18)

{ وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ } لأن عيونهم مفتحة ؛ ويقال : من كثرة تقلبهم ذات اليمين وذات الشمال . { وَنُقَلّبُهُمْ ذَاتَ اليمين وَذَاتَ الشمال } ؛ وذلك أن جبريل عليه السلام كان يقلبهم في كل سنة مرة ؛ لكيلا تأكل الأرض لحومهم ؛ وهو قول ابن عباس ؛ وقال مجاهد : مكثوا ثلاثمائة عام على شق واحد وقلبوا في التسع سنين . { وَكَلْبُهُمْ باسط ذِرَاعَيْهِ بالوصيد } ، أي مَاداً ذراعيه بفناء الباب . { لَوِ اطلعت عَلَيْهِمْ لَوْلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا } ، أي لو هجمت عليهم اليوم ، لأدبرت فراراً من هيئتهم .

وروى سعيد بن جابر ، عن ابن عباس أنه قال : غزا معاوية غزوة نحو الروم ، فمروا بالكهف الذي فيه أصحاب الكهف ؛ فقال : لو كشفنا عن هؤلاء فنظرنا إليهم ، فقال ابن عباس : قد منع الله ذلك عمن هو خير منك ، يعني : قال للنبي صلى الله عليه وسلم { لَوِ اطلعت عَلَيْهِمْ لَوْلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا } { وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا } ؛ فقال معاوية : لا أنتهي حتى أعلم علمهم ، فبعث ناساً ، فقال : اذهبوا فادخلوا الكهف ، فلما ذهبوا ودخلوا ، بعث الله تعالى ريحاً فأخرجتهم .