تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{ٱللَّهُ يَسۡتَهۡزِئُ بِهِمۡ وَيَمُدُّهُمۡ فِي طُغۡيَٰنِهِمۡ يَعۡمَهُونَ} (15)

{ الله يستهزئ بهم } قال محمد : يعني يجازيهم جزاء الاستهزاء .

يحيى : عن المبارك بن فضالة ، عن الحسن ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يجاء بالمستهزئين يوم القيامة ، يفتح لهم باب من أبواب الجنة فيدعون [ ليدخلوا ] فيجيئون ، فإذا بلغوا الباب أغلق فيرجعون ، ثم يدعون ليدخلوا فيجيئون ، فإذا بلغوا الباب أغلق فيرجعون ، ثم يدعون ليدخلوا فيجيئون ، فإذا ل بلغوا الباب أغلق فيرجعون ، ثم يدعون حتى إنهم يدعون فلا يجيئون من اليأس{[17]} " .

{ ويمدهم في طغيانهم يعمهون } قال السدي : يعني يترددون{[18]} .

قال محمد : معنى { يمدهم } يطيل لهم ؛ تقول : مددت فلانا في غيه ومددت له ، فإذا كان في الشر قلت : مددته ، وإذا كان في الخير قلت : أمددته ، و " الطغيان " : العتو والتكبر ، والعمه في كلام العرب : الحيرة والضلال [ يقال ] عمه الرجل في الأمر يعمه عموها ، إذا تاه فيه وتحير ، فهو عمه ، وعامه{[19]} .


[17]:أخرجه ابن أبي الدنيا في الصمت (285) وأبو الشيخ في تاريخ أصبهان (1/350 – 351) ح،49).
[18]:وهو مروى عن ابن عباس، أخرجه الطبري في تفسيره (1/170، ح 373) وعن مجاهد، أخرجه الطبري في تفسيره (1/170، ح 375) وعن الربيع، أخرجه الطبري في تفسيره (1/170، ح379).
[19]:انظر: تفسير القرطبي (1/182).