بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{ٱللَّهُ يَسۡتَهۡزِئُ بِهِمۡ وَيَمُدُّهُمۡ فِي طُغۡيَٰنِهِمۡ يَعۡمَهُونَ} (15)

قال الله تعالى : { الله يَسْتَهْزِىء بِهِمْ } أي يجازيهم جزاء الاستهزاء . وذكر في رواية الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس رضي الله عنهما الاستهزاء أن يُفتح لهم وهم في جهنم ، باب من الجنة فيهللون ويصيحون في النار فيهلكون والمؤمنون على الأرائك ينظرون إليهم ، فإذا انتهوا إلى الباب سدّ عليهم ، وفتح لهم باب آخر في مكان آخر ، والمؤمنون ينظرون إليهم ويضحكون ، كما قال في آية أخرى { فاليوم الذين آمَنُواْ مِنَ الكفار يَضْحَكُونَ } [ المطففين : 34 ] الآية . وقال مقاتل : الاستهزاء ما ذكره الله تعالى في سورة الحديد { يَوْمَ يَقُولُ المنافقون والمنافقات لِلَّذِينَ آمَنُواْ انظرونا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ قِيلَ ارجعوا وَرَاءَكُمْ فالتمسوا نُوراً فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرحمة وظاهره مِن قِبَلِهِ العذاب } [ الحديد : 13 ] فهذا استهزاء بهم . ثم قال تعالى : { وَيَمُدُّهُمْ فِي طغيانهم يَعْمَهُونَ } يعني يتركهم في ضلالتهم يتحيرون ويترددون عقوبة لهم لاستهزائهم .