تفسير العز بن عبد السلام - العز بن عبد السلام  
{۞أَلَمۡ يَأۡنِ لِلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَن تَخۡشَعَ قُلُوبُهُمۡ لِذِكۡرِ ٱللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ ٱلۡحَقِّ وَلَا يَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ مِن قَبۡلُ فَطَالَ عَلَيۡهِمُ ٱلۡأَمَدُ فَقَسَتۡ قُلُوبُهُمۡۖ وَكَثِيرٞ مِّنۡهُمۡ فَٰسِقُونَ} (16)

{ للذين آمنوا } بألسنتهم دون قلوبهم ، أو قوم موسى ، قبل أن يبعث الرسول صلى الله عليه وسلم ، أو مؤمنو هذه الأمة " ع " ، استبطأ قلوب المهاجرين فعاتبهم على رأس ثلاث عشرة سنة من نزول القرآن " ع " قال ابن مسعود ما كان بين إسلامنا ومعاتبتنا بها إلا أربع سنين فنظر بعضنا إلى بعض يقول ما أحدثنا قال الحسن يستبطئهم وهم أحب خلقه إليه ، أو ملوا مثله فقالوا : حدثنا يا رسول الله فنزل { نحن نقصّ عليك أحسن القَصَص } [ يوسف : 13 ] ثم ملوا أخرى فقالوا حدثنا فنزل { الله نزَّل أحسن الحديث } [ الزمر : 23 ] ثم ملوا أخرى فقالوا حدثنا فنزلت { ألم يأن للذين آمنوا } يأنِِ : يحن يخشع يلين ، أو يذل ، أو يخرج { لذِكر الله } القرآن { وما نَزَل من الحق } القرآن ، أو الحلال والحرام .