التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{۞أَلَمۡ يَأۡنِ لِلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَن تَخۡشَعَ قُلُوبُهُمۡ لِذِكۡرِ ٱللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ ٱلۡحَقِّ وَلَا يَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ مِن قَبۡلُ فَطَالَ عَلَيۡهِمُ ٱلۡأَمَدُ فَقَسَتۡ قُلُوبُهُمۡۖ وَكَثِيرٞ مِّنۡهُمۡ فَٰسِقُونَ} (16)

قوله تعالى{ ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون }

قال ابن ماجة : حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم : ثنا محمد بن أبي فديك عن موسى بن يعقوب الزمعي ، عن أبي حازم ، أن عامر بن عبد الله بن الزبير أخبره أن أباه أخبره أنه لم يكن بين إسلامهم وبين أن نزلت هذه الآية ، يعاتبهم الله بها ، إلا أربع سنين{ لا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم ، وكثير منهم فاسقون } .

( السنن2/1402- الزهد ، ب الحزن والبكاء ح 4192 ) ، قال البوصيري : هذا إسناد صحيح رجاله ثقات( مصباح الزجاجة3/291 ) ، وقال الألباني : حسن( صحيح ابن ماجة 2/408 ) ، ويشهد له ما رواه مسلم بسنده عن ابن مسعود بنحوه ( الصحيح-التفسير ، ب في قوله تعالى : { ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله } 4/2319 ح 3027 ) .

أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد قوله{ الأمد } قال : الدهر .

قال ابن كثير : { وكثير منهم فاسقون } ، أي في الأعمال ، فقلوبهم فاسدة وأعمالهم باطلة . كما قال : { فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه ، ونسوا حضا مما ذكروا به } ، أي : فسدت قلوبهم فقست وصارت من سجيتهم تحريف الكلم عن مواضعه ، وتركوا الأعمال التي أمروا بها وارتكبوا ما نهوا عنه ، ولهذا نهى الله المؤمنين أن يتشبهوا بهم في شيء من الأمور الأصلية والفرعية .