وقوله تعالى : { أَلَمْ يَأْنِ } : ابتداء معنى مستأنف ، ومعنى { أَلَمْ يَأْنِ } : ألم يَحِنْ ؛ يقال : أنى الشَّيْءُ يأني إذَا حَانَ ، وفي الآية معنى الحَضِّ والتقريع ، قال ابن عباس : عُوتِبَ المؤمنون بهذه الآية ، وهذه الآية كانت سَبَبَ توبة الفُضَيْلِ وابن المبارك ، والخشوع : الإخبات والتضامن وهي هيئة تظهر في الجوارحَ متى كانت في القلب ؛ ولذلك خَصَّ تعالى القلبَ بالذكر ، وروى شداد بن أَوس عنِ النبي صلى الله عليه وسلم أَنَّه قال : «أَوَّلُ مَا يُرْفَعُ مِنَ النَّاسِ الخُشُوعُ » . وقوله تعالى : { لِذِكْرِ الله } أي : لأجل ذكر اللَّه تعالى ووحيه ، أو لأجل تذكير اللَّه إيَّاهم وأوامره فيهم ، والإشارة في قوله : { أُوتُواْ الكتاب } إلى بني إسرائيل المعاصرين لموسى عليه السلام ولذلك قال : { مِن قَبْلُ } وَإنَّما شَبَّه أهل عصر نبيٍّ بأهل عصر نبيٍّ .
وقوله : { فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأمد } قيل : معناه : أَمد الحياة ، وقيل : أمد انتظار القيامة ، قال الفخر : وقال مقاتل بن حيان : الأمد هنا : الأمل ، أي : لما طالت آمالُهم ، لا جَرَمَ قَسَتْ قلوبهم ، انتهى . وباقي الآية بَيِّنٌ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.