جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{۞أَلَمۡ يَأۡنِ لِلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَن تَخۡشَعَ قُلُوبُهُمۡ لِذِكۡرِ ٱللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ ٱلۡحَقِّ وَلَا يَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ مِن قَبۡلُ فَطَالَ عَلَيۡهِمُ ٱلۡأَمَدُ فَقَسَتۡ قُلُوبُهُمۡۖ وَكَثِيرٞ مِّنۡهُمۡ فَٰسِقُونَ} (16)

{ ألم يأن{[4915]} للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله } أي : ألم يأت وقت الخشوع ؟ { وما نزل من الحق } : القرآن أي : عند ذكر الله ، والموعظة وسماع القرآن ، عن ابن عباس- رضي الله عنهما- إن الله تعالى استبطأ قلوب المهاجرين ، فعاتبهم بهذه الآية على رأس ثلاث عشرة{[4916]} من نزول القرآن ، وعن بعض : مل الصحابة ملة ، فقالوا : حدثنا يا رسول الله ، فأنزل الله تعالى :{ نحن نقص عليك أحسن القصص } [ يوسف :3 ] ثم ملوا ، فقالوا : حدثنا ، فنزل { الله نزل أحسن الحديث } [ الزمر :23 ] ، ثم ملوا فقالوا حدثنا ، فأنزل الله تعالى الآية ، { ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل } : كاليهود : والنصارى عطف على تخشع ، أو نهي عن مماثلة أهل الكتاب ، وفيه التفات ، { فطال عليهم الأمد } : الزمان بينهم وبين أنبيائهم ، { فقست قلوبهم } : مالوا إلى الدنيا ، وأعرضوا عن مواعظ الله تعالى ، { وكثير منهم فاسقون } : خارجين من الدين ،


[4915]:من أنى الأمر يأني إذا جاء أناه أي: وقته/12.
[4916]:وفي بعض الروايات على رأس خمس عشرة سنة، وهذا دليل على أن السورة مدنية/12 منه.