قوله : { أَن تَخْشَعَ } : فاعلُ " يَأْنِ " ، أي : ألم يَقْرُبْ خشوعُ قلوبِهم . واللامُ قال أبو البقاء : " للتبيين " فعلى هذا تتعلَّق بمحذوفٍ ، أي : أَعْني الذينَ ، ولا حاجةَ إليه . والعامة " أَلَمْ " . والحسن وأبو السَّمَّال " ألَمَّا " وقد عَرَفْتَ الفرقَ بين الحرفين ممَّا تقدَّم . والعامَّةُ أيضاً " يَأْنِ " مضارعَ أنَى ، أي : حان وقَرُبَ مثل : رمى يَرْمي . والحسن " يَئِنْ " مضارع آن بمعنى حانَ أيضاً مثل : باع يبيع .
قوله : { وَمَا نَزَلَ } قرأ نافع وحفص " نَزَل " مخففاً مبنياً للفاعلِ . وباقي السبعةِ كذلك إلاَّ أنه مشدَّدٌ . والجحدري وأبو جعفر والأعمش وأبو عمروٍ في روايةٍ " نُزِّلَ " مشدَّداً مبنياً للمفعولِ . وعبد الله " أَنْزَل " مبنياً للفاعلِ هو الله تعالى . و " ما " في " ما نَزَلَ " مخففاً يتعيَّنُ أَنْ تكونَ اسميةً . ولا يجوزُ أَنْ تكونَ مصدريةً ؛ لئلا يَخْلو الفعلُ من الفاعل ، وما عداها يجوزُ أَنْ تكونَ مصدريةً ، وأَنْ تكونَ بمعنى الذي . فإن قلتَ : وقراءةُ الجحدريِّ ومَنْ معه ينبغي أَنْ تكونَ فيها اسميةً ، لئلا يخلوَ الفعلُ مِنْ مرفوعٍ . فالجواب : أنَّ الجارَّ وهو قولُه " من الحق " يقوم مَقامَ الفاعل .
والعامَّةُ على الغيبة في " ولا يَكونوا " جَرْياً على ما تقدَّم . وأبو حيوة وابنُ أبي عبلة بالتاء مِنْ فوقُ على سبيل الالتفات . ثم هذا يُحْتمل أَنْ يكونَ منصوباً عطفاً على " تَخْشَعَ " كما في قراءةِ الغَيْبة وأَنْ يكونَ نهياً ، فتكونَ " لا " ناهيةً والفعلُ مجزومٌ بها . ويجوزُ أَنْ يكونَ نهياً في قراءة الغَيْبة أيضاً ، ويكونُ ذلك انتقالاً إلى نهيِ أولئك المؤمنين عن كونِهم مُشْبِهين لمَنْ تَقَدَّمهم نحو : لا يَقُمْ زيدٌ .
قوله : { الأَمَدُ } العامَّةُ على تخفيف الدال بمعنى العامَّة كقولك : أَمَدُ فلانٍ ، أي : غايتُه . وابن كثير في روايةٍ بتشديدِها وهو الزمنُ الطويلُ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.