قوله تعالى : { أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُواْ أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ الله } يعني : ألم يجيء وقت تخاف قلوبهم ، فترق قلوبهم . يقال : إناءً يأني إناءً إذا حان وجاء وقته وأوانه . قال الفقيه : حدّثنا الخليل بن أحمد . ثنا : أبو جعفر محمد بن إبراهيم الدبيلي . قال : حدّثنا أبو عبيد الله . قال : ثنا سفيان ، عن عبد الرحمن بن عبد الله ، عن القاسم قال : ملَّ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ملة ، فقالوا : حدّثنا يا رسول الله ، فأنزل الله تعالى : { نحن نقص عليك أحسن الحديث } [ يوسف : 3 ] ثم ملوا ملَّة أخرى فقالوا : حدّثنا يا رسول الله . فأنزل الله تعالى { أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُواْ أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ الله } ويقال : إن المسلمين قالوا لسلمان الفارسي : حدّثنا عن التوراة ، فإن فيها عجائب . فنزل { الله نزّل أحسن الحديث } [ الزمر : 23 ] فكفوا عن السؤال ، ثم سألوه عن ذلك ، فنزلت هذه الآية { أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُواْ أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ الله } يعني : ترق قلوبهم لذكر الله { وَمَا نَزَلَ مِنَ الحق } يعني : القرآن بذكر الحلال والحرام . قرأ نافع ، وعاصم ، في رواية حفص { وَمَا نَزَلَ } بالتخفيف . والباقون : بالتشديد على معنى التكثير ، والمبالغة .
ثم وعظهم فقال : { وَلاَ يَكُونُواْ كالذين أُوتُواْ الكتاب مِن قَبْلُ } يعني : ولا تكونوا في القسوة كاليهود ، والنصارى ، من قبل خروج النبي صلى الله عليه وسلم { فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأمد } يعني : الأجل . ويقال : خروج النبي صلى الله عليه وسلم { فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ } يعني : جفّت ، ويبست قلوبهم عن الإيمان ، فلم يؤمنوا بالقرآن إلا قليل منهم { وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فاسقون } يعني : عاصون . ويقال : { أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُواْ } يعني : المنافقين الذين آمنوا بلسانهم دون قلوبهم . وقال أبو الدرداء : استعيذوا بالله من خشوع النفاق . قيل : وما خشوع النفاق ؟ قال : أن ترى الجسد خاشعاً ، والقلب ليس بخاشع .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.