تفسير العز بن عبد السلام - العز بن عبد السلام  
{يَسۡـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلۡأَنفَالِۖ قُلِ ٱلۡأَنفَالُ لِلَّهِ وَٱلرَّسُولِۖ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَصۡلِحُواْ ذَاتَ بَيۡنِكُمۡۖ وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥٓ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ} (1)

مقدمة السورة:

سورة الأنفال مدنية ، أو مدنية إلا سبع آيات { وإذ يمكر بك } إلى آخر السبع [ 30 - 36 ] لما سألوا عن الأنفال يوم بدر نزلت .

{ الأنفال } الغنائم ، أو [ أنفال ] السرايا التي تتقدم أمير الجيش ، أو ما شذّ من المشركين إلى المسلمين بغير قتال من عبد أو دابة ، أو خمس الفيء والغنائم الذي لأهل الخمس ، أو الزيادة يزيدها الإمام لبعض الجيش لما يراه من الصلاح ، والنفل : العطية ، والنوفل : الكثير العطايا ، أو النفل : الزيادة من الخير ومنه صلاة النافلة ، سألوا عن الأنفال لجهلهم بحلها لأنها كانت حراماً على الأمم فنزلت ، أو نزلت فيمن شهد بدراً من المهاجرين والأنصار [ واختلفوا ] وكانوا أثلاثاً فملكها الله -تعالى- رسوله صلى الله عليه وسلم فقسمها كما أراه ، أو لما قتل سعد بن أبي وقاص سعيد بن أبي العاص يوم بدر وأخذ سيفه وقال : للرسول صلى الله عليه وسلم هبه لي فقال : " اطرحه في القبض " فشق عليه فنزلت ، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : " اذهب فخذ سيفك " ، أو قال الرسول صلى الله عليه وسلم يوم بدر : " من صنع كذا فله كذا وكذا " فسارع الشبان وبقي الشيوخ تحت الرايات فلما فُتح عليهم طلبوا ما جعل لهم ، فقال الشيوخ : لا تستأثروا علينا فإنا كنا ردءاً لكم ، فنزلت ، وهي محكمة ، أو منسوخة بقوله -تعالى- { واعلموا أن ما غنمتم } [ 41 ] { الأنفال لله } مع الدنيا والآخرة وللرسول صلى الله عليه وسلم يضعها حيث أُمر . { وأصلحوا ذات بينكم } برد أهل القوة على أهل الضعف ، أو بالتسليم لله -تعالى- ورسوله صلى الله عليه وسلم ليحكما في الغنيمة بما شاءا .