قوله : { وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ } { وَيْكَأَنَّ } : وي منفصلة من كأن ، وهي اسم سمي به الفعل وهو أعجب . وهي كلمة يقولها المتندم إذا أظهر ندامته{[3532]} . وعلى هذا فإن وي ، كلمة تندم أو تعجّب . وهي مفصولة عن كأن وهي تستعمل عند التنبه للخطأ وإظهار التندم . قال سيبويه : سألت الخليل عن هذا الحرف فقال : إن وي مفصولة من كأن ، وأن القوم تنبهوا وقالوا متندمين على ما سلف منهم : وي . والمعنى : أن القوم الذين تمنوا ما كان لقارون من عظيم الشأن في الزينة والمتاع لما شاهدوا ما نزل بقارون من الخسف صار ذلك زاجرا لهم عن الرغبة في احتلال مكانه من الزينة الباهرة ، فندموا وخافوا وقالوا : { وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ } أي أن الله يبسط رزقه لمن شاء من عباده فيوسع عليه فيه ليس لفضل منزلته عنده أو كرامته عليه { وَيَقْدِرُ } أي ويضيق على من شاء من عباده ويقتر عليه ليس لهوانه عليه ؛ بل لله في ذلك الحكمة البالغة لا يعلمها إلا هو سبحانه . وفي الحديث المرفوع عن ابن مسعود : " إن الله قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم ، وإن الله يعطي المال من يحب ومن لا يحب ، ولا يعطي الإيمان إلا لمن يحب " .
قوله : { لَوْلا أَن مَّنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا } يعني لولا أن الله قد تفضل علينا برحمته ولطفه فصرف عنا ما كنا نتمناه من مكان الفاسق الباغي قارون لحاق بنا من الخسف والدمار ما حاق به .
قوله : { وَيْكَأَنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ } أي ألم تر أن الكافرين لا فوز لهم ولا منجاة وأنهم صائرون إلى التَّعس والخسران{[3533]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.