{ وَأَصْبَحَ الذين تَمَنَّوْاْ مَكَانَهُ بالأمس } أي منذ زمان قريب { يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ الله يَبْسُطُ الرزق لِمَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ } أي يقول كل واحد منهم متندّماً على ما فرط منه من التمني . قال النحاس : أحسن ما قيل في هذا ما قاله الخليل وسيبويه ويونس والكسائي : أن القوم تنبهوا ، فقالوا : وي . والمتندم من العرب يقول في خلال ندمه : وي . قال الجوهري : وي كلمة تعجب ، ويقال : ويك ، وقد تدخل وي على كأن المخففة ، والمشدّدة ويكأن الله . قال الخليل : هي مفصولة تقول : وي ، ثم تبتدىء ، فيقول كأن . وقال الفراء : هي كلمة تقرير كقولك : أما ترى صنع الله وإحسانه ؟ وقيل : هي كلمة تنبيه بمنزلة ألا . وقال قطرب : إنما هو : ويلك فأسقطت لامه ، ومنه قول عنترة :
ولقد شفا نفسي وأبرأ سقمها *** قول الفوارس ويك عنتر أقدم
وقال ابن الأعرابي : معنى وَيْكَأَنَّ الله : أعلم أن الله . وقال القتيبي : معناها بلغة حمير : رحمة ، وقيل : هي بمعنى ألم تر ؟ وروي عن الكسائي أنه قال : هي كلمة تفجع { لَوْلا أَن مَّنَّ الله عَلَيْنَا } برحمته وعصمنا من مثل ما كان عليه قارون من البطر ، والبغي ، ولم يؤاخذنا بما وقع منا من ذلك التمني { لَخَسَفَ بِنَا } كما خسف به . قرأ حفص { لَخَسَفَ } مبنياً للفاعل ، وقرأ الباقون مبنياً للمفعول { وَيْكَأَنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الكافرون } أي لا يفوزون بمطلب من مطالبهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.