الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَمَآ أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ إِلَّا رِجَالٗا نُّوحِيٓ إِلَيۡهِم مِّنۡ أَهۡلِ ٱلۡقُرَىٰٓۗ أَفَلَمۡ يَسِيرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَيَنظُرُواْ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡۗ وَلَدَارُ ٱلۡأٓخِرَةِ خَيۡرٞ لِّلَّذِينَ ٱتَّقَوۡاْۚ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ} (109)

قوله : { وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا يوحى إليهم } إلى قوله { المجرمين }[ 109-110 ] : والمعنى{[35412]} : ألم نرسل قبلك يا محمد إلا رجالا يوحى إليهم بالأمر ، والنهي ، والدعاء إلى توحيد الله ( عز وجل ){[35413]} ، وهم { من أهل القرى }[ 109 ] ، أي : من أهل الأمصار دون أهل البوادي . أي : لم نرسل نبيا ، ولا ملائكة .

ثم قال ( لهم ){[35414]} : { أفلم{[35415]} يسيروا في الأرض }[ 109 ] ، أي : أفلم يسر المشركون في الأرض ، فيعتبرون بمن{[35416]} كان قبلهم من الأمم ، الذين كذبوا{[35417]} رسلهم ، ويخافون{[35418]} أن يهلكوا بذنوبهم كما هلك من كان قبلهم{[35419]} .

ثم قال : { ولدار الآخرة خير } : أي : الجنة خير لهم لو آمنوا من دار الدنيا .


[35412]:ط: المعنى.
[35413]:ساقط من ق.
[35414]:ساقط من ط.
[35415]:ط: أو لم.
[35416]:ط: فيعتبروا بما.
[35417]:ط: مطموس.
[35418]:ط: ويخافوا.
[35419]:انظر هذا التوجيه في: جامع البيان 16/293-294.