بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَمَآ أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ إِلَّا رِجَالٗا نُّوحِيٓ إِلَيۡهِم مِّنۡ أَهۡلِ ٱلۡقُرَىٰٓۗ أَفَلَمۡ يَسِيرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَيَنظُرُواْ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡۗ وَلَدَارُ ٱلۡأٓخِرَةِ خَيۡرٞ لِّلَّذِينَ ٱتَّقَوۡاْۚ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ} (109)

قوله تعالى : { وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إلَيْهِمْ } يعني : الأنبياء كانوا من الآدميين ، ولم يكونوا من الملائكة . قرأ عاصم في رواية حفص : { نُوحِي إلَيْهِمْ } بالنون . وقرأ الباقون بالياء { يُوحَى إِلَيْهِمْ } ، ومعناهما واحد { مِنْ أهْلِ الْقُرَى } يعني : منسوبين إليها . ثم أمرهم بأن يعتبروا ، فقال تعالى : { أَفَلَمْ يَسِيرُوا } يعني : يسافروا { فِي الأرض } ويقال : يقرؤوا القرآن { فَيَنْظُرُوا } يعني : يعتبروا { كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ } يعني : كيف كان آخر المنذرين من قبلهم من الأمم الخالية { وَلَدَارُ الآخِرَةِ } وهي الجنة { خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا } الشرك { أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } أن الآخرة أفضل من الدنيا .