التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{مَن كَفَرَ بِٱللَّهِ مِنۢ بَعۡدِ إِيمَٰنِهِۦٓ إِلَّا مَنۡ أُكۡرِهَ وَقَلۡبُهُۥ مُطۡمَئِنُّۢ بِٱلۡإِيمَٰنِ وَلَٰكِن مَّن شَرَحَ بِٱلۡكُفۡرِ صَدۡرٗا فَعَلَيۡهِمۡ غَضَبٞ مِّنَ ٱللَّهِ وَلَهُمۡ عَذَابٌ عَظِيمٞ} (106)

قوله تعالى : { من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان }

أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ، قوله : { إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان } ، فأخبر الله سبحانه أنه من كفر من بعد إيمانه ، فعليه غضب من الله ، وله عذاب عظيم ، فأما من أكره وتكلم به لسانه وخالفه قلبه بالإيمان لينجو بذلك من عدوه ، فلا حرج عليه ؛ لأن الله سبحانه إنما يأخذ العباد بما عقدت عليه قلوبهم .

قال البخاري : حدثنا أبو النعمان محمد بن الفضل ، حدثنا حماد بن زيد ، عن أيوب ، عن عكرمة قال : أتى علي رضي الله عنه بزنادقة فأحرقهم ، فبلغ ذلك ابن عباس فقال : لو كنت أنا لم أحرقهم لنهي رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تُعذبوا بعذاب الله " ، ولقتلتهم لقول رسول الله صلى الله عليه سلم : " من بدل دينه فاقتلوه " .

( الصحيح12/279-ك استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم ، ب حكم المرتد والمرتدة واستتابتهم ح6922 ) .

قال ابن ماجة : حدثنا أحمد بن سعيد الدارمي ، ثنا يحيى بن أبي بُكير ، ثنا زائدة بن قُدامة ، عن عاصم بن أبي النجود ، عن زر بن حُبيش ، عن عبد الله بن مسعود ، قال : كان أول من أظهر إسلامه سبعة : رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأبو بكر ، وعمّار ، وأمه سمية ، وصُهيب ، وبلال ، والمِقداد . فأما رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنعه الله بعمه أبي طالب ، وأما أبو بكر فمنعه الله بقومه ، وأما سائرهم فأخذهم المشركون وألبسوهم أدراع الحديد وصهروهم في الشمس . فما منهم من أحد إلا وقد واتاهم على ما أرادوا إلا بلالا ، فإنه هانت عليه نفسه في الله ، وهان على قومه ، فأخذوه فأعطوه الولدان ، فجعلوا يطوفون به في شعاب مكة وهو يقول : أحد ، أحد .

( سنن ابن ماجة1/53-المقدمة ، ب فضائل الصحابة رضي الله عنهم ح150 ) ، وأخرجه أحمد والحاكم وقال : صحيح الإسناد ولم يخرجاه ، وأقره الذهبي وقال في ( تاريخ الإسلام قسم السيرة ص218 ) : حديث صحيح . وأخرجه ابن أبي عاصم مختصرا من طريق زائدة به ، ( المسند1/404 ، المستدرك3/284 ، الأوائل ص87 ) ، قال البوصيري : هذا إسناد رجاله ثقات رواه ابن حبان في صحيحه . . . إلخ( مصباح الزجاجة1/64 ) ، وقال الألباني : حسن ( صحيح ابن ماجة1/30 ) . وله شاهد من رواية مجاهد مرسلا عند ابن أبي شيبة في ( المصنف( 13/47-49 ) ، وقال الحافظ في الإصابة ( 4/327 ) : وهو مرسل صحيح السند .