لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{يَوۡمَ نَدۡعُواْ كُلَّ أُنَاسِۭ بِإِمَٰمِهِمۡۖ فَمَنۡ أُوتِيَ كِتَٰبَهُۥ بِيَمِينِهِۦ فَأُوْلَـٰٓئِكَ يَقۡرَءُونَ كِتَٰبَهُمۡ وَلَا يُظۡلَمُونَ فَتِيلٗا} (71)

قوله عز وجل : { يوم ندعو كل أناس بإمامهم } أي بنبيهم وقيل بكتابهم الذي أنزل عليهم ، وقيل بكتاب أعمالهم وعن ابن عباس : إمام زمانهم الذي دعاهم في الدنيا إما إلى هدى وإما إلى ضلالة وذلك أن كل قوم يجتمعون إلى رئيسهم في الخير والشر . وقيل : بمعبودهم وقيل بإمامهم جمع أم يعني بأمهاتهم والحكمة فيه رعاية حق عيسى عليه السلام وإظهار شرف الحسن والحسين رضي الله تعالى عنهما ، وأن لا يفتضح أولاد الزنا { فمن أوتي كتابه بيمينه فأولئك يقرؤون كتابهم } فإن قلت : لم خص أصحاب اليمين بقراءة كتابهم ، مع أن أصحاب الشمال يقرؤونه أيضاً . قلت : الفرق أن أصحاب الشمال إذا طالعوا كتابهم ، وجدوه مشتملاً على مشكلات عظيمة فيستولي عليهم الخجل والدهشة فلا يقدرون على إقامة حروفه فتكون قراءتهم كلا قراءة ، وأصحاب اليمين إذا طالعوا كتابهم وجدوه مشتملاً على الحسنات والطاعات فيقرؤونه أحسن قراءة وأبينها { ولا يظلمون فتيلاً } أي ولا ينقصون من ثواب أعمالهم أدنى شيء .