التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{شَهۡرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِيٓ أُنزِلَ فِيهِ ٱلۡقُرۡءَانُ هُدٗى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَٰتٖ مِّنَ ٱلۡهُدَىٰ وَٱلۡفُرۡقَانِۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ ٱلشَّهۡرَ فَلۡيَصُمۡهُۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوۡ عَلَىٰ سَفَرٖ فَعِدَّةٞ مِّنۡ أَيَّامٍ أُخَرَۗ يُرِيدُ ٱللَّهُ بِكُمُ ٱلۡيُسۡرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ ٱلۡعُسۡرَ وَلِتُكۡمِلُواْ ٱلۡعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَىٰكُمۡ وَلَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ} (185)

قوله تعالى{ شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن . . . }

أخرج البخاري عن ابن عمر يقول : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " الشهر هكذا وهكذا وخنس الإبهام في الثالثة " .

( الصحيح-الصوم ، ب 11 ح1908 ) .

أخرج البخاري عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال : " إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب الشهر هكذا هكذا " . يعني : مرة تسعة وعشرين ومرة ثلاثين .

( الصحيح-الصوم ، ب 13 ح1913 ) .

قال الشيخ الشنقيطي : قوله تعالى{ شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن }لم يبين هنا هل أنزل في الليل أ و النهار ؟ ولكنه بين في غير هذا الموضع أنه أنزل في ليلة القدر من رمضان وذلك في قوله{ إنا أنزلناه في ليلة القدر } ، وقوله{ إنا أنزلناه في ليلة مباركة } . . .

وأخرج الطبري وابن أبي حاتم بسند حسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال له رجل : إنه قد وقع في قلبي الشك من قوله{ شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن }وقوله{ إنا انزلناه في ليلة مباركة }وقوله{ إنا أنزلناه في ليلة القدر }وقد أنزل الله قرآنا في شوال وذي القعدة وغيره . قال : إنما أنزل في رمضان في ليلة القدر وليلة مباركة جملة واحدة ، ثم أنزل على مواقع النجوم رسلا في الشهور والأيام .

وفي قوله تعالى{ هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان }

أخرج الشيخان عن أبي هريرة مرفوعا : " إذا دخل شهر رمضان فتحت أبواب السماء وغلقت أبواب جهنم وسلسلت الشياطين " .

( صحيح البخاري-الصوم ، ب5 ح1899 ) ، ( وصحيح مسلم-الصيام ، ب فضل شهر رمضان ح758 ) . وهذا الحديث بيان بعض أفراد الآية .

قوله تعالى{ فمن شهد منكم الشهر فليصمه }

أخرج الشيخان عن ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر رمضان فقال : " لا تصوموا حتى تروا الهلال ولا تفطروا حتى تروه فإن غم عليكم فاقدروا له " .

( صحيح البخاري-الصوم ، ب11 ح1906 ) ، ( وصحيح مسلم-الصيام ح760 ) .

قوله تعالى{ ومن كان مريضا او على سفر فعدة من أيام أخر }

انظر الآية السابقة رقم( 184 ) .

قوله تعالى{ يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون }

قال أبو داود الطيالسي : حدثنا أبو عوانة ، عن أبي بشر-جعفر بن إياس اليشكري-عن عبد الله بن شقيق ، عن رجاء بن أبي رجاء ، عن محجن ، قال أخذ محجن رسول الله بيدي حتى انتهينا إلى مسجد البصرة . . . فذكر الحديث إلى ان قال : أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي حتى انتهينا إلى سدة المسجد ، فإذا رجل يركع ويسجد ويركع ويسجد فقال لي : " من هذا " ؟ فقلت : هذا فلان ، فجعلت أطريه وأقول : هذا هذا ، فقال لي رسول الله صلى الله عليه : " لا تسمعه فتهلكه " . ثم انطلق بي حتى بلغ باب حجره ، ثم أرسل يدي ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " خير دينكم أيسره " . قالها ثلاثا .

( المسند ص183 ح1295-1296 )وأخرجه أحمد في المسند( 5/32 ) ، والبخاري في الأدب المفرد( 1/433 ح341 ) ، والطبراني في المعجم الكبير( 20/296 ح704 ) ، والمزي في تهذيبه( 9/160 )- من طريق الطبراني-أربعتهم من طريق أبي عوانة . وأخرجه أحمد في المسند( 4/338 ) ، والطبراني في الكبير( ح705 ) ، كلاهما من طريق شعبة ، كلاهما-شعبة وأبو عوانة-عن أبي بشر به نحوه . قال الحافظ العراقي : إسناد جيد( تخريج الإحياء1/40 ) . وقال الهيثمي : رواه احمد ورجاله رجال الصحيح خلا رجاء ، وقد وثقه ابن حبان . ( مجمع الزوائد3/308 )قلت : ووثقه أيضا العجلي( تاريخ الثقات ص160 رقم 440 ) . ورمز السيوطي للحديث بالحسن( الجامع الصغير مع فيض القدير 2/236 ) ، وصححه الألباني( صحيح الجامع ح1769 ) .

أخرج الطبري وابن أبي حاتم بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس{ يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر }قال : اليسر الإفطار في السفر ، والعسر الصيام في السفر .

أخرج البخاري عن أنس مرفوعا : " يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا " .

( الصحيح-العلم- باب 11 ح69 )وأخرجه مسلم في صحيحه( 3/1359 ح1734 ) .

أخرج ابن أبي حاتم بسنده الصحيح عن زيد بن أسلم في قوله{ ولتكبروا الله على ما هداكم }قال : التكبير يوم الفطر .