جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{شَهۡرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِيٓ أُنزِلَ فِيهِ ٱلۡقُرۡءَانُ هُدٗى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَٰتٖ مِّنَ ٱلۡهُدَىٰ وَٱلۡفُرۡقَانِۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ ٱلشَّهۡرَ فَلۡيَصُمۡهُۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوۡ عَلَىٰ سَفَرٖ فَعِدَّةٞ مِّنۡ أَيَّامٍ أُخَرَۗ يُرِيدُ ٱللَّهُ بِكُمُ ٱلۡيُسۡرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ ٱلۡعُسۡرَ وَلِتُكۡمِلُواْ ٱلۡعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَىٰكُمۡ وَلَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ} (185)

{ شَهْرُ رَمَضَانَ } ، مبتدأ خبره ما بعده أو ذلكم {[308]} شهر رمضان ، { الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ } ، جملته ليلة القدر إلى السماء الدنيا ، ثم نزل منجما إلى الأرض ، وهو خبر شهر رمضان أو صفته ، والخبر فمن شهد ، { هُدًى لِّلنَّاسِ } ، أي : هاديا بإعجازه ، { وَبَيِّنَاتٍ } ، آيات واضحات ، { مِّنَ الْهُدَى } : مما يهدي إلى الحق ، { وَالْفُرْقَانِ } : يفرق بين الحق والباطل ، { فَمَن شَهِدَ } : حضر ولم يكن مسافراً ، { مِنكُمُ الشَّهْرَ } ، أي : فيه ، { فَلْيَصُمْهُ } ، أي : فيه ، { وَمَن كَانَ مَرِيضاً } : مرضا يشق ، أو يضر عليه الصيام ، { أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ } ، الآية الأولى تخيير للمريض والمسافر والمقيم ، وهذه لهما دون المقيم ، فلا تكرار ، بل علم من هذه نسخ {[309]} الأولى ، { يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ } ، فلذلك أباح الفطر للسفر والمرض ، { وَلِتُكْمِلُواْ {[310]} الْعِدَّةَ } ، عطف على اليسر مثل " يريدون ليطفئوا " {[311]} أو تقديره وشرع لكم ذلك ، أي : جملة أحكام الصوم لتكملوا ، أي : لتكملوا عدد أيام الشهر بقضاء ما أفطرتم في المرض والسفر ، { وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ } : لتعظموه ، { عَلَى مَا هَدَاكُمْ } : أرشدكم إليه من وجوب الصوم ورخصة الفطر بالعذر ، أو المراد تكبيرات ليلة الفطر ، { وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } : الله في نعمه ، أو رخصة الفطر .


[308]:أي: على تقدير أن يكون شهر رمضان خبر مبتدأ مقدر/12 منه
[309]:لأن قوله تعالى: "فمن شهد" عام خص عنه المريض والمسافر فعلم أن الصحيح لا يجوز له الإفطار بحال، وهو خلاف الأول على الوجه الأول، وأما ذكر المريض والمسافر ليعلم أن النسخ لم يطرأ عليهما/12
[310]:قوله لتكملوا علة الأمر لمراعاة العدة ولتكبروا علة ما علم من كيفية القضاء والخروج عن عهدة الفطر ولعلكم تشكرون علة الترخيص والتيسير وأشار إلى ذلك الشارح وهو نوع لطيف المسلك من الملف/12 منه
[311]:الصف: 8