التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُمۚ بَلِ ٱللَّهُ يُزَكِّي مَن يَشَآءُ وَلَا يُظۡلَمُونَ فَتِيلًا} (49)

قوله تعالى : ( ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم بل الله يزكي من يشاء ولا يظلمون فتيلا ) .

قال الشيخ الشنقيطي : أنكر تعالى في هذه الآية تزكيتهم أنفسهم بقوله ( ألم تر إلى الذين ) وبقوله ( انظر كيف يفترون على الله الكذب وكفى به إثما مبينا ) وصرح بالنهى العام عن تزكية النفس وأحرى نفس الكافر التي هي أخس شيء وأنجسه بقوله ( هو أعلم بكم إذ أنشأكم من الأرض وإذ أنتم أجنة في بطون أمهاتكم فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى ) ولم يبين هنا كيفية تزكيتهم

أنفسهم . ولكنه بين ذلك في مواضع أخر ، كقوله عنهم ( نحن أبناء الله وأحباؤه ) وقوله ( وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى ) إلى غير ذلك من الآيات .

قال ابن ماجة : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، ثنا غندر ، عن شعبة ، عن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف ، عن معبد الجهني ، عن معاوية قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إياكم و التمادح ، فإنه الذبح ، .

( السنن 2/1232ح 3743- ك الأدب ، ب المدح ) ، وأخرجه أحمد ( المسند 4/93 ) عن محمد ابن جعفر عن شعبة وحجاج عن سعد به ، وفيه زيادة وهي قوله : " من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ، وإن هذا المال حلو خضر " . قال البوصيري : هذا إسناد حسن ، لأن معبدا مختلف فيه ، وباقي رجال الإسناد ثقات ( مصباح الزجاجة 3/181 ) . وحسنه الألباني كذلك ( صحيح سنن ابن ماجة ح 3017 ) .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله ( ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم بل الله يزكي من يشاء ولا يظلمون فتيلا ) وهم أعداء الله اليهود ،

زكوا أنفسهم بأمر لم يبلغوه ، فقالوا ( نحن أبناء الله و أحباؤه ) . وقالوا : لا ذنوب لنا .

أخرج الطبري وابن أبي حاتم بسنديهما الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله : ( فتيلا ) الذي في الشق : الذي في بطن النواة .