مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُمۚ بَلِ ٱللَّهُ يُزَكِّي مَن يَشَآءُ وَلَا يُظۡلَمُونَ فَتِيلًا} (49)

{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الذين يُزَكُّونَ أَنفُسَهُمْ } ويدخل فيها كل من زكى نفسه ووصفها بزكاء العمل وزيادة الطاعة والتقوى { بَلِ الله يُزَكِّي مَن يَشَاءُ } إعلام بأن تزكية الله هي التي يعتد بها لا تزكية غيره لأنه هو العالم بمن هو أهل للتزكية ونحوه : { فَلاَ تُزَكُّواْ أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتقى } [ النجم : 32 ] . { وَلاَ يُظْلَمُونَ } أي الذين يزكون أنفسهم يعاقبون على تزكية أنفسهم حق جزائهم ، أو من يشاء يثابون على زكائهم ولا ينقص من ثوابهم { فَتِيلاً } قدر فتيل وهو ما يحدث بفتل الأصابع من الوسخ .