قوله ( اَلَمْ تَرَ إِلَى الذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُم ) الآية [ 49 ] .
معناه ألم تر بقلبك يا محمد ، إلى اليهود الذين يطهرون( {[12618]} ) أنفسهم من الذنوب ويمتدحونها ، وهو قولهم : ( نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ )( {[12619]} ) فلا ذنوب لنا ، قاله قتادة( {[12620]} ) .
وقال الحسن وابن زيد : هم اليهود والنصارى قالوا :
( وَقَالُوا لَنْ يَّدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُوداً اَوْ نَصَارَى )( {[12621]} ) وقالوا : ( نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ )( {[12622]} ) .
قال الضحاك والسدي : قالت اليهود ليس لنا ذنوب إلا كذنوب أولادنا يوم يولدون إنما نحن مثلهم ما عملنا بالنهار كفّر عنا بالليل ، وقال الله عز وجل : ( انْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الكَذِبَ )( {[12623]} ) الآية [ 5 ] .
وقال مجاهد : تزكيتهم تقديم أولادهم لإمامتهم ولدعائهم يزعمون أنهم لا ذنوب لهم( {[12624]} ) .
وقال عكرمة : كانوا يقدمون الصبيان الذين لم يبلغوا الحلم يصلون بهم ، يقولون : ليست لهم ذنوب .
وقال ابن عباس كانوا يقولون : إن أبناءنا إن توفوا فهم لنا قربة( {[12625]} ) عند الله يستشفعون لنا ويكوننا( {[12626]} ) . ( {[12627]} )
وقال : ابن مسعود : " كانوا يقولون : كان بعضهم يزكي بعضاً ، فقال الله تعالى : ( يُزَكُّونَ أَنفُسَهُم ) أي : يزكي بعضهم بعضاً ، كما قال ( تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ )( {[12628]} ) أي : يقتل بعضكم بعضاً .
قوله : ( بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَّشَاءُ )( {[12629]} ) . أي : يوفق من يشاء للطاعة ، والعمل بما يزكيه أي : يزكي عمله . والزكاة : النماء( {[12630]} ) .
قوله : ( وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً ) أي : ليس ينقصون من حقوقهم مقدار الفتيل ، وروي عن ابن عباس أنه قال : الفتيل ما خرج بين أصابعك من الوسخ إذا فتلتهما( {[12631]} ) .
وقيل : ما خرج بين الكفين إذا فتلتهما . وعن ابن عباس أيضاً : الفتيل الذي في بطن النواة ، يعني في شق النواة كالخيط( {[12632]} ) ، ومثله عن مجاهد ، وهو فعيل بمعنى : مفعول : وقيل : الفتيل ما في ( بطن )( {[12633]} ) النواة( {[12634]} ) .
والنقير : ( النقرة )( {[12635]} ) التي في ظهرها منها( {[12636]} ) تنبت [ النخلة ]( {[12637]} ) . والقطمير : القشرة الملفوفة عليها( {[12638]} ) .
قال الأخفش : يزكون أنفسهم تمام ، وخولف في هذا لأن ما بعده متصل به( {[12639]} ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.