جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُمۚ بَلِ ٱللَّهُ يُزَكِّي مَن يَشَآءُ وَلَا يُظۡلَمُونَ فَتِيلًا} (49)

{ ألم تر } تنظر { إلى الذين يُزكّون{[1037]} أنفسهم } بقولهم : نحن أبناء الله وأحباؤه ، أو بما قال اليهود : إن أبناءنا ماتوا وهم لنا قربة سيشفعون ويزكوننا ، أو يقدمون أطفالهم في الصلاة لعصمتهم ويزعمون أن المأموم يصير مثلهم { بل الله يُزكّي من يشاء } المرجع في ذلك إلى الله فإنه عالم بالحقائق { ولا يُظلمون فتيلاً{[1038]} } ما يكون في شق النواة أو ما فتلت بين أصابعك من الوسخ أي : لا ينقص ثوابهم مقدار الفتيل .


[1037]:وفي (الصحيحين): أنه عليه الصلاة والسلام سمع رجلا أثنى على رجل فقال: ويحك قطعت عنق صاحبك، ثم قال: إن كان أحدكم مادحا صاحبه لا محالة فليقل: أحسبه فلا يزكى الله على (أحداً)/12 وجيز. [أخرجه البخاري في (الأدب)/باب: ما يكره من التمادح (6061) ومسلم في (الزهد والرقاق)/ باب: النهي عن المدح إذا كان فيه إفراط (3000)].
[1038]:نصب فتيلا بأنه صفة مفعول مطلق/12.