التفسير الحديث لدروزة - دروزة  
{ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ ٱلثَّمَرَٰتِ فَٱسۡلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلٗاۚ يَخۡرُجُ مِنۢ بُطُونِهَا شَرَابٞ مُّخۡتَلِفٌ أَلۡوَٰنُهُۥ فِيهِ شِفَآءٞ لِّلنَّاسِۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَةٗ لِّقَوۡمٖ يَتَفَكَّرُونَ} (69)

ذللا : جمع ذلول بمعنى : ممهد . والكلمة بمعنى : مسيرة أو مذللة .

تعليق على جملة : { يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس } .

ولقد روى الطبري عن مجاهد أن جملة : { فيه شفاء للناس } ، تعني : القرآن ، غير أن الجمهور على أنها تعني : العسل . وقد علق ابن كثير على قول مجاهد قائلا : إن هذا القول صحيح في نفسه ؛ لأن في سورة الإسراء آية جاء فيها : { وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين } [ 82[ ، غير أن الظاهر من سياق الآية أن المقصود هو : العسل ، وهو ما عليه الجمهور .

ولقد رويت عدة أحاديث نبوية صحيحة عن فائدة العسل دواء ، حيث روى البخاري ، ومسلم ، عن أبي سعيد الخدري : ( أن رجلا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له : إن أخي استطلق بطنه فقال : " اسقه عسلا ، فذهب فسقاه عسلا فقال : يا رسول الله سقيته عسلا فما زاد إلا استطلاقا ، قال : " اذهب فاسقه عسلا " ، فذهب فسقاه عسلا ثم جاء فقال : ما زاده إلا استطلاقا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " صدق الله ، وكذب بطن أخيك ، اذهب فاسقه عسلا " ، فسقاه عسلا فبرئ . ) {[1266]} ، وروي عن أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من لعق العسل ثلاث غدوات في كل شهر ، لم يصبه عظيم من البلاء ) . {[1267]} ، وروي عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن كان في شيء من أدويتكم خير ففي : شرطة محجم ، أو شربة عسل ، أو لذعة بنار توافق الداء ، وما أحب أن أكتوي ){[1268]} .

ولقد ثبت في الطب الحديث فوائد عظيمة للعسل في أمراض عديدة مستعصية ، فجاء هذا مصداقا للقرآن والأحاديث النبوية .


[1266]:انظر تفسير الآيات في ابن كثير وانظر التاج ج 3 ص 180/181.
[1267]:انظر ابن كثير.
[1268]:انظر التاج ج 3 ص 180.