جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَمِن ثَمَرَٰتِ ٱلنَّخِيلِ وَٱلۡأَعۡنَٰبِ تَتَّخِذُونَ مِنۡهُ سَكَرٗا وَرِزۡقًا حَسَنًاۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَةٗ لِّقَوۡمٖ يَعۡقِلُونَ} (67)

{ وَمِن ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالأَعْنَابِ } ، متعلق بمحذوف ، أي : ونسقيكم من ثمراتهما ، يعني : عصيرهما ، { تَتَّخِذُونَ } ، استئناف لبيان الإسقاء ، { مِنْهُ {[2730]}سَكَرًا } ، وهو : الخمر . والآية قبل تحريمه ، وتذكير الضمير ؛ لأنه يرجع إلى المضاف{[2731]} المقدر ، أعني : العصير ، قيل : " من ثمرات " ، متعلق ب " تتخذون " و " منه " ، تكرير التأكيد ، وقيل : تقديره : ومن ثمراتهما ، ثمر تتخذون منه ، ف " تتخذون " ، صفة لمبتدأ محذوف ، { وَرِزْقًا{[2732]} حَسَنًا } ، كالخل والدبس ، { إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ } ، يستعملون عقولهم ، قيل : ناسب ذكر العقل ها هنا ، فإنه أشرف ما في الإنسان ، ولهذا حرم السكر ، صيانة لعقولهم .


[2730]:ولما كان اللبن ليس فيه معالجة لأحد قال نسقيكم والسكر والنحل والدبس يحتاج إلى معالجة قال: "تتخذون" /12 وجيز.
[2731]:مع أن المرجع بحسب الظاهر الثمرات /12.
[2732]:وفيه إيماء إلى أن السكر ليس من الرزق الحسن قيل: السكر الطعم وقال الطبري: السكر في كلام العرب ما يطعم /12 وجيز.