مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{وَمِن ثَمَرَٰتِ ٱلنَّخِيلِ وَٱلۡأَعۡنَٰبِ تَتَّخِذُونَ مِنۡهُ سَكَرٗا وَرِزۡقًا حَسَنًاۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَةٗ لِّقَوۡمٖ يَعۡقِلُونَ} (67)

ويتعلق { وَمِن ثمرات النخيل والأعناب } ، بمحذوف تقديره : ونسقيكم من ثمرات النخيل والأعناب ، أي : من عصيرهما ، وحذف لدلالة { نسقيكم } ، قبله عليه ، وقوله : { تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا } ، بيان وكشف عن كنه الإسقاء ، أو تتخذون ومنه ، من تكرير الظرف للتوكيد ، والضمير في { منه } ، يرجع إلى المضاف المحذوف ، الذي هو : العصير ، والسكر : الخمر ، سميت بالمصدر ، من سكر سكراً وسكراً ، نحو رشد رشداً ورشداً . ثم فيه وجهان : أحدهما : أن الآية سابقة على تحريم الخمر ، فتكون منسوخة ، وثانيهما : أن يجمع بين العتاب والمنة . وقيل : السكر : النبيذ ، وهو عصير العنب ، والزبيب ، والتمر ، إذا طبخ حتى يذهب ثلثاه ، ثم يترك حتى يشتد . وهو حلال عند أبي حنيفة ، وأبي يوسف ، رحمهما الله إلى حد السكر ، ويحتجان بهذه الآية ، وبقوله عليه السلام : " الخمر حرام لعينها ، والسكر من كل شراب " ، وبأخبار جمة . { وَرِزْقًا حَسَنًا } ، هو : الخل ، والرب ، والتمر ، والزبيب ، وغير ذلك . { إِنَّ فِى ذلك لآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ } .