جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَإِذۡ أَخَذۡنَا مِيثَٰقَكُمۡ وَرَفَعۡنَا فَوۡقَكُمُ ٱلطُّورَ خُذُواْ مَآ ءَاتَيۡنَٰكُم بِقُوَّةٖ وَٱسۡمَعُواْۖ قَالُواْ سَمِعۡنَا وَعَصَيۡنَا وَأُشۡرِبُواْ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلۡعِجۡلَ بِكُفۡرِهِمۡۚ قُلۡ بِئۡسَمَا يَأۡمُرُكُم بِهِۦٓ إِيمَٰنُكُمۡ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ} (93)

{ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ } : قلنا لكم ، { خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم } : ما أمرتم به في التوراة ، { بِقُوَّةٍ } : بجد ، { وَاسْمَعُواْ } : أطيعوا ، { قَالُواْ سَمِعْنَا } : قولك أو بالآذان ، { وَعَصَيْنَا } : أمرك {[145]} أو بالقلوب وليس هذا بألسنتكم لكن لما سمعوا وتلقوه بالمعصية نسب إلى القول اتساعاً ، { وَأُشْرِبُواْ فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ } ، أي : أشربوا في قلوبهم حبه حتى خلص ذلك إلى قلوبهم وفي كلام السلف : لما أحرق العجل برد بالمبرد ثم نسف في الماء فمن شرب وفي قلبه حب العجل اصفر لونه ، { بِكُفْرِهِمْ } ، فإنهم مجسمة فأعجبوا العجل ، { قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ {[146]} } : بالتوراة كما زعمتم فبئس ما أمركم به إيمانكم بها والمخصوص بالذم محذوف أي : هذا الأمر وحاصله لو كنتم مؤمنين ما عبدتم العجل يعني آباءهم ، وأنتم لو كنتم مؤمنين ما كذبتم محمداً صلى الله عليه وسلم .


[145]:بمعنى اعترفوا بقبوله لكن لم يفعلوا/12 وجيز
[146]:كما زعمتم بالتوراة وإضافة الأمر إلى إيمانهم تهكم وكذا إضافة الإيمان إليهم وقوله: "إن كنتم مؤمنين" قدح في صحة دعواهم فإن الإيمان إنما يأمر بعبادة الله وحده لا بشركة العباد لما هو في غاية البلادة الاستهزاء وأما إضافة الإيمان فدلت على أن مثل هذا لا يليق أن يسمى إيماناً إلا بالإضافة إليكم وحاصل الكلام إن كنتم أنتم وآباؤكم الأقدمون مؤمنين لما عبدتم العجل وكذبتم القرآن/12 وجيز