جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَلَتَجِدَنَّهُمۡ أَحۡرَصَ ٱلنَّاسِ عَلَىٰ حَيَوٰةٖ وَمِنَ ٱلَّذِينَ أَشۡرَكُواْۚ يَوَدُّ أَحَدُهُمۡ لَوۡ يُعَمَّرُ أَلۡفَ سَنَةٖ وَمَا هُوَ بِمُزَحۡزِحِهِۦ مِنَ ٱلۡعَذَابِ أَن يُعَمَّرَۗ وَٱللَّهُ بَصِيرُۢ بِمَا يَعۡمَلُونَ} (96)

{ وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ } ، أي : على نوع من الحياة وهو طول العمر لعلمهم بسوء عاقبتهم ، { وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ } ، عطف في المعني على الناس ، أي أحرص من الناس ومن الذين أشركوا ، أو عطف على أحرص بتقدير وأحرص من الذين وهو عطف الخاص على العام أو اليهود أحرص منهم مع أن المشركين لا يعرفون إلا الحياة الدنيا فحرصهم إليها شديد ، وزيادة حرص اليهود لعلمهم بأنهم صائرون إلى النار بخلاف المشركين ، قيل : تقديره : ومن الذين أشركوا ناس يود أحدهم فمن الذين أشركوا خبر مبتدأ محذوف صفته " يود أحدهم " ، فإن من اليهود من قال : عزير ابن الله فيكون مشركاً ، { يَوَدُّ أَحَدُهُمْ } ، أي : اليهود جملة مستأنفة ، { لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ {[149]} } ، لو للتمني ، { وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ } : بمعيده ، { مِنَ الْعَذَابِ أَن يُعَمَّرَ } ، وضمير هو لمصدر يعمر ، وأن يعمر بدله ، أو لأحدهم وأن يعمر فاعل بمزحزحه ، { وَاللّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ } .


[149]:وإنما خص الألف بالذكر لأن العرب تذكر ذلك عند إرادة المبالغة ولأنها نهاية العقود ولأنها تحية المجوس فيما بينهم يقولون: (زى هز إرسال)أي: عش ألف سنة أو ألف نيروز أو ألف مهرجان فهذه تحيتهم وهذا كناية عن الكثرة/12 فتح