جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{هَـٰٓأَنتُمۡ أُوْلَآءِ تُحِبُّونَهُمۡ وَلَا يُحِبُّونَكُمۡ وَتُؤۡمِنُونَ بِٱلۡكِتَٰبِ كُلِّهِۦ وَإِذَا لَقُوكُمۡ قَالُوٓاْ ءَامَنَّا وَإِذَا خَلَوۡاْ عَضُّواْ عَلَيۡكُمُ ٱلۡأَنَامِلَ مِنَ ٱلۡغَيۡظِۚ قُلۡ مُوتُواْ بِغَيۡظِكُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ} (119)

{ ها أنتم أولاء تُحبّونهم ولا يحبونكم } أي أنتم أولاء الخاطئون في موالاتهم ، والجملة بعده بيان خطئهم أو أولاء نداء أو بمعنى الذين كما مر ، { وتؤمنون بالكتاب كله } أي : بجنس الكتاب حال{[806]} من مفعول لا يحبون أي : لا يحبونكم والحال أنكم تؤمنون بكتابهم أيضا ، وهم لا يؤمنون بكتابكم ، فأنتم أحق بالبغضاء لهم منهم لكم ، { وإذا لقوكم قالوا آمنا } : نفاقا ، { وإذا خَلوا } : خلا بعضهم مع بعض ، { عضّوا عليكم الأنامل من الغيظ } : أي : من أجله تأسفا حيث لم يجدوا سبيلا إلى الغلبة عليكم ، وهذا يدل أن الآية للمنافقين ، { قل } : يا محمد ، { موتوا بغيظكم } : دعاء عليهم بدوام غيظهم وزيادته بتضاعف{[807]} أهل الإسلام حتى يموتوا به ، { إن الله عليم بذات{[808]} الصدور } : بما فيها من خير وشر ، فيجازيكم ، وهو يحتمل أن يكون من المقول .


[806]:وجاز العطف على تحبونهم، ففيه التنبيه على موقع الخطأ أيضا على معنى ها أنتم هؤلاء تؤمنون بالكتاب كله، وهم لا يؤمنون بشيء من الكتاب لأن إيمانهم، كلا إيمان فأين جامع المحبة/12 منه.
[807]:وقوتهم وعزهم، وذل اليهود وخزيهم/12.
[808]:ذات هاهنا تأنيث بمعنى صاحبة الصدور/12 فتح.