جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{۞إِذۡ تُصۡعِدُونَ وَلَا تَلۡوُۥنَ عَلَىٰٓ أَحَدٖ وَٱلرَّسُولُ يَدۡعُوكُمۡ فِيٓ أُخۡرَىٰكُمۡ فَأَثَٰبَكُمۡ غَمَّۢا بِغَمّٖ لِّكَيۡلَا تَحۡزَنُواْ عَلَىٰ مَا فَاتَكُمۡ وَلَا مَآ أَصَٰبَكُمۡۗ وَٱللَّهُ خَبِيرُۢ بِمَا تَعۡمَلُونَ} (153)

{ إذ تُصعِدون } : تبعدون في الهزيمة متعلق بعفا عنكم ، أو بصرفكم ، أو ليبتليكم . { ولا تلوُون } : لا تقفون ، ولا تقيمون ، { على أحد } : ولا يلتفت بعض إلى بعض ، { والرسول يدعوكم في أُخراكم } أي : في جماعتكم الأخرى أي المتأخرة{[839]} يقول : ( إليّ عباد الله فأنا رسول الله من يكر فله الجنة ){[840]} { فأثابكم غمّا بغمٍّ } : جازاكم عن فشلكم غما متصلا بغم غم الذنب وظن قتل نبيكم والخوف وظفر المشركين{[841]} وقيل غمًّا بسبب غم أذقتموه رسول الله بمخالفته ، { لكيلا تحزنوا على ما فاتكم } : من الغنيمة{[842]} ، والظفر بعدوكم ، { ولا } : على ، { ما أصابكم } : من القتل والجرح وقيل معناه لتتمرنوا على الصبر في الشدائد ؛ فلا تحزنوا فيم بعد على نفع فائت وضر لاحق ، وقيل لا في لكيلا زائدة ، { والله خبير بما تعملون } : عالم بأعمالكم وقصدكم .


[839]:الأول منقول عن كثير من السلف رواه ابن مردويه عن عمر بن الخطاب وابن عباس وابن أبي حاتم عن قتادة/12.
[840]:سبق تخريجه والتنبيه على ضعفه.
[841]:على الوجه الأول الظرف أعنى بغم مستقر وعلى الثاني متعلق بأثابكم/12.
[842]:هكذا فسره ابن عباس، وعبد الرحمن بن عوف، والحسن، وقتادة، والسدي/12.